12 ديسمبر, 2016 - 03:15:00 قالت مصادر حقوقية وفقا لما تناقلته وسائل إعلام جزائرية، إن السلطات الجزائرية قامت بترحيل مئات من المهاجرين القادمين من غرب إفريقيا إلى النيجر هذا الأسبوع بنقلهم في شاحنات قطعت بهم آلاف الأميال عبر الصحراء. وحسب صحيفة جزائرية، التي أوردت أن تقريرا ل"هيومن رايتس ووتش" نشر الجمعة الماضي، تحدث عن أزيد من 1400 مهاجر جرى ترحيلهم قسرا من الجزائر هذا الشهر، واعتقل الكثيرون منهم في العاصمة الجزائرية وأعيدوا في حافلات إلى "أجاديز" على بعد أكثر من 2600 كيلومتر جنوبا. ونفت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة بالجزائر أن تكون لمنظمتها أية مسؤولية في ترحيل المهاجرين قسرا، حيث صرحت بالقول إن "المنظمة الدولية للهجرة -التي لها مركز احتجاز في أجاديز يقدم المأوى والغذاء لمهاجرين من أرجاء المنطقة- ولا تشارك بشكل مباشر في عملية ترحيل لأن السلطات في الجزائر أو النيجر لم تتصل بها لطلب المساعدة"، مضيفة في تصريح لوسائل إعلام جزائرية "يوجد حوالي ألف منهم 271 من النيجر والباقون من دول في غرب أفريقيا وبالتحديد مالي وغينيا كوناكري". في ذات السياق، أدانت "المنظمة الديمقراطية للشغل بالمغرب"، ما وصفته ب"التصريحات العنصرية والخطيرة" الصادرة عن رئيس الهيئة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان بالجزائر، التي اتهم فيها المهاجرين والنازحين الأفارقة بنشر الأمراض الفتاكة والسيدا والأمراض الجنسية وسط المواطنين الجزائريين، ودعا المواطنين الجزائريين إلى عدم الاحتكاك بهم. واستندت تقارير إعلامية على تصريحات فاروق قسنطيني المحامي ورئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان بالجزائر، أدلى بها مؤخرا، لليومية الجزائرية "الصوت الآخر"، يعتبر فيها "وجود المهاجرين واللاجئين الأفارقة في عدة مناطق من البلاد" يمكن أن يتسبب في مشاكل للجزائريين، داعيا السلطات لترحيل هؤلاء المهاجرين “"لوقف هذه الكارثة التي فرضت علينا". ووجهت المنظمة المغربية للشغل، باعتباره مركزية نقابية وضعت اللاجئين الأفارقة ضمن أولويتها، انتقادات لمسؤول يترأس منظمة حقوقية رسمية بالجزائر، على إثر تصريحات اعتبرتها "المنظمة" ب" العنصرية" أدلى بها الحقوقي الجزائري ضد اللاجئين والأفارقة. واستغربت المنظمة في بيان لها، من صدور مثل هذه التصريحات في عز احتفال العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وما يتضمنه من مجموعة كبيرة من الحقوق السياسية والمدنية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وضمنها حماية حقوق المهاجرين واللاجئين والنازحين والأشخاص ذوي الإعاقة والمرأة والأطفال، تقوم بالترويج للتمييز العنصري والتحريض عليه. ودعت المنظمة الديمقراطية للشغل إلى ضمان صيانة حقوق المهاجرين، ووضع آليات حقوق الإنسان في صميم سياسة الهجرة واللجوء، والعمل على نشر الوعي بالإسهامات الإيجابية التي يقدمها المهاجرون في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلدان المضيف،وإدماجهم الاجتماعي والاقتصادي في إطار سياسة إنسانية مسؤول. كما طالبت المنظمة منظمات المجتمع المدني والحقوقي الجزائري إلى حماية حقوق المهاجرين والتضامن الإنساني ومساندة مطالبهم وقضاياهم الإنسانية والاجتماعية العادلة. وتشير المعطيات التي أوردها وسائل إعلام جزائرية، أنه وعلى مدى اليومين الماضيين جاء ما لا يقل عن ألف مهاجر في قافلة من حوالي 50 شاحنة إلى أجاديز في وسط النيجر وهي بلدة صحراوية يدفع فيها مهاجرون من أرجاء غرب أفريقيا أموالا لمهربين لنقلهم في الرحلة الشاقة شمالا عبر الصحراء الأفريقية وفقا لمسؤولين في أجاديز والمنظمة الدولية للهجرة ومنظمة "هيومن رايتس ووتش".