أندية القسم الأول، باستثناء الجيش الملكي والفتح، تعاني مشاكل مالية، وتفتقد التوازن المالي المطلوب بين المداخيل والمصاريف، لذلك تعجز عن صرف تعويضات لاعبيها ومدربيها، بما في ذلك الوداد والرجاء. هناك فعلا أزمة موارد في كرة القدم المغربية، لكن هناك أيضا أزمة تدبير للمال والإمكانات في الأندية من طرف المكاتب المسيرة، إذ مازال طابع الهواية يغلب عليها وعلى طبيعة عملها، التي لم تصل بعد إلى درجة الاحتراف وتحويل الأندية إلى شركات تهدف إلى الربح. هذه الهواية، تتجلى أولا: في أن مكتب النادي يشتغل دون أن تكون له ميزانية متوقعة لكل موسم رياضي، وعلى أساسها يدبر المصاريف ويرسم الأهداف. هذا الوضع ينطبق على أندية كثيرة، تجدها تجلب عددا كبيرا من اللاعبين دون أن تكون لها الموارد الكافية لذلك، فقط لإرضاء الجمهور أو لإخماد معارضة ما، أو لخدمة مصالح أخرى خاصة أو سياسية. وهناك رؤساء أغرقوا أنديتهم في عقود خيالية مع لاعبين ومدربين، ولما اشتدت الأزمة تركوها وانسحبوا، كما حدث في المغرب الفاسي خلال سنوات مضت، وبعده الكوكب المراكشي، ثم الرجاء في الموسم الماضي، وإن بدرجة أقل. ثانيا: هواية التسيير تدفع كل من هب ودب إلى التسابق على رئاسة الفرق والأندية أو عضوية مكاتبها المسيرة، ما يؤدي إلى وصول ذوي الطموحات الشخصية إلى مناصب التسيير، عوض حاملي المشاريع والبرامج. وتلك هي الطامة الكبرى.