تعيش مجموعة من فرق البطولة «الاحترافية» لكرة القدم على وقع الأزمة، فالوداد والرجاء والدفاع الجديدي والمغرب الفاسي والنادي القنيطري والنادي المكناسي ورجاء بني ملال ووداد فاس والمغرب التطواني وغيرها تشتكي غياب الموارد المالية، ومجموعة منها مازال لاعبوها ومؤطروها لم يتوصلوا بمستحقاتهم المالية. أزمة فرق البطولة «الاحترافية» لا تتعلق فقط بالمستحقات المالية، بل إنها تمتد أيضا إلى مشكلة الملاعب الرياضية، فالمغرب الفاسي ورغم وجود مركب فاس الحديث، فإنه يطالب باللعب بطنجة، بعد أن وجد أن مصاريف اللعب به مكلفة جدا، وأولمبيك خريبكة الذي كان ملعبه الفوسفاط نموذجا في صيانة العشب، بات ملعبه اليوم مكسوا ب«الخبيزة»، ولا يمكن أن تمارس فيه حتى فرق الهواة، فما بالك بفريق يمارس في بطولة يقال إنها «احترافية». حسنية أكادير اضطر لاستقبال الدفاع الجديدي بملعب الأب جيكو بتارودانت بعد أن تم إغلاق ملعب الانبعاث لعدم صلاحيته لاستقبال مباريات الفريق، ورجاء بني ملال مازال يستقبل مبارياته بقصبة تادلة، في وقت يخضع فيه ملعبه للإصلاح، والملعب الشرفي بمكناس الذي يستقبل فيه «الكوديم» مبارياته شهد في مباراة الفريق أمام المغرب الفاسي تحطم سياجه، ولولا الألطاف الإلهية لوقعت «فاجعة» كروية. إنها صور لا علاقة لها بالاحتراف، بل إنها تكرس الهواية، والتخبط الذي تعيشه الفرق المغربية وجامعة كرة القدم، التي تركز على الواجهة، وتنسى النفاذ إلى عمق الأشياء. إن «الاحتراف» بداية عقلية يجب أن تنعكس على الممارسة وعلى طريقة التدبير والتسيير، إذ لا يمكن بالكثير من العقليات السائدة اليوم أن تمضي الفرق المغربية إلى الأمام ولا أن توضع الكرة في الطريق الصحيح، والاحتراف هو موارد مالية من المفروض أن توفرها الجامعة للفرق في إطار مرحلة انتقالية، وأن تجتهد الفرق كذلك في البحث عن موارد مالية تجعلها تدبر أمورها بارتياح. للأسف، جامعة كرة القدم ظلت دائما تبدي الاهتمام بالمنتخب الوطني الأول، وتبحث عن تلميعه وعن نتائج حتى لو كانت «وهمية» في مقابل عدم اهتمام بالفرق وبوضعيتها، والدليل أن الفائز باللقب يحصل على حوالي 300 مليون سنتيم. إن المفروض حتى تتجنب الفرق المغربية الإفلاس أن يتم دعم الفرق، وأن يدرك مسيرو كثير من الفرق أنها ليست ضيعة خاصة بهم، يفعلون فيها ما يحلو لهم دون حسيب أو رقيب، إذ يجب أن تسود الشفافية في التعاملات المالية، والوضوح في كل شيء، وأن تكون المراقبة صارمة جد للتجنب الفرق «السكتة القلبية».