لخصت بعض المنابر الإعلامية الجزائرية و خاصة "الإلكترونية" ، طلب المغرب بتأجيل كأس أمم إفريقيا في خوفه من تتويج" ثعالب الجزائر" على أرض المملكة الحرة المستقلة وأن يسلمهم محمد السادس ملك المغرب الكأس الإفريقية. وقد فات صحافي جزائري فضل أن ينشر غسيل بلده على موقع"إلكتروني " لبناني ، الكثير من المعلومات وهو يتهجم على المغرب، لأنه كتب مقاله بمداد الحقد على شعب لم يسجل قط خيانته لبلده أو للعرب ،شعب حارب إلى جانب أجداده الاستعمار الفرنسي الذي طال في أرضه. فيشرف المغاربة أن يتوج منتخبا عربيا على أرضهم و إن كان هو المنتخب الجزائري، الذي طالما ساندوه سواء في موقعة أم درمان أو كأس العالم في البرازيل . وقد فات الصحافي الجزائري أيضا أن المغاربة يعيشون على أرضهم بدون أي مركب نقص، لأنهم أسياد داخل مملكتهم يقودهم بحكمة ملك شاب لا يخاف المستحيل، ولا تهزه مناورات الجيران ، ملك يتجول بحرية وسط شعبه الذي يحبه و بايعه و سيباعه من طنجة إلى الكويرة ، كما فات الصحافي أن الملك لايحضر غالبا التظاهرات الرياضية و يسلم الكؤوس . وفي سياق متصل يتبين أن بعض الأقلام المأجورة في الجزائر، تجهل أن كرة القدم لا منطق لها ويمكن لمنتخب بلادهم أن لا يتوج نهائيا باللقب الإفريقي، فكل ما تذكره بعض الصحافين هو أن المغرب بلد يحلقم" جينرالاتهم " بإزدهاره وملكه. وبذلك فقد نسي البعض أخلاقيات المهنة و تهجموا على بلد حر ، يحترم شعبهم رغم شطحات حكومتهم التي لا تهز ولا تغني، وبذلك فقد سرح الخيال ببعضهم إلى الإفتراءات ، و شرعوا يتدربون على تقنيات التحليل البعيد عن الواقع ، التي أوحلتهم في مستنقع يصعب عليهم الخروج منه ، وبهذه الطريقة فقد عبروا عن مستوى الأقلام الصحافية في بلدهم، إذ أنه لا عقل يتقبل أن يطالب المغرب بتأجيل "الكان" و ليس رفض استضافته خوفا من التتويج الجزائري، وتوجسا من اللاعب ياسين الإبراهيمي ، وكأن خيال الصحافيين عبد الطريق للثعالب صوب النهائي، بل وضعوا في طريقهم إليه منازلة أسود الأطلس . وفي الشأن نفسه نتمنى أن تخرج السياسة من عقول الصحافين الرياضين الجزائرين و أن يكتبوا بمداد المنطق لا الحلم و الغل اتجاه بلد لايتدخل في شؤونهم، فالرياضة تصلح غالبا ما أفسدته السياسة، و إخضاع الكرة إلى منطق الفرضيات لا يجوز ، لأنها تلعب على رقعة الميدان، وكل شيء فيها وارد ، و هي مفتوحة على كل الإحتمالات، و الإحتمال المؤكد أمام هذه الخرجات التي لا تسند لاعلى حكمة أو عقل ، أن المغرب يبقى بلد السلم الأمن و الأمان بلد التحدي، و أسوده يكبرون حتى في أسوء حالاتهم عندما يتعلق الأمر بكرامة الوطن، وقد زأروا برباعية تاريخية في مراكش، تسجل أنهم الأفضل استنادا لأخر الأرقام ولو أن المواعيد الرسمية للمباريات تتلف كل الأرقام لأنه الميدان وحده فيصل. فلا تسلخوا جلد الدب قبل صيده وذبحه ياجيران، فما بالك الأسد الذي يصعب صيده.