قبل أيام قليلة أعلن المايسترو الإسباني تشافي هيرنانيدز إعتزاله اللعب على الصعيد الدولي بعد أعوام ذهبية قضاها في صفوف المنتخب الإسباني حاصدا معه أكبر البطولات في تاريخ الكرة الإسبانية. البداية كانت مع لقب يورو 2008 منهيا 44 عاما من فقر البطولات وأتبعها بلقب كأس العالم 2010 والثلاثية اكتملت بلقب يورو 2012 ليكون شاهدا بل ومشاركا بكتابة تاريخ لن يتكرر للكرة الإسبانية. روعة تشافي هيرنانديز جاءت من منطلق كونه "القطعة" التي أكملت لوحة الجمال لمنتخب قدم أسلوب لعب جديد للكرة العالمية والحديث هنا عن "التيكي تاكا" والتي قدمها المدرب الراحل لويس أراجونيس في يورو 2008.. تشافي كان محور هذا الأسلوب ولولا وجوده لما قامت التيكي تاكا أصلا وهو الذي رسخ هذه الطريقة داخل المستطيل الأخضر بمركزه الحساس في التشكيلة والمدعومة بمهاراته في التمرير والاستحواذ ورؤيته الواسعة لأرضية الملعب. لنكن منصفين ونقول أن لولا وجود لاعب بمواصفات تشافي لما قامت للتيكي تاكا قائمة وهو بدوره كان محور هذا الأسلوب مع فريق برشلونة أي أنه كان العامل المشترك لهذا الأسلوب مع المنتخب والنادي.. ولا يوجد لاعب إسباني قادر على شغل مركز تشافي وتقديم تلك الوجبات الكروية الدسمة كما كان يقدمها تشافي في عصره الذهبي. صحيح أن المنتخب الإسباني يضم أساطير كروية كالرسام اندرياس انيستا لكن وجود تشافي هو من أعطى التوازن والقوة لخط وسط منتخب إسبانيا وفريق برشلونة. النهاية جاءت في مونديال البرازيل الكارثي لمنتخب إسبانيا وكأن مستوى منتخب إسبانيا كان مرتبطا بمستوى المايسترو تشافي.. غروب شمس تشافي مع تقدمه في العمر كان يعني غروب شمس المنتخب الإسباني وانتهاء عصره الذهبي وهو كما قلنا كان العامل المشترك في تألق برشلونة أيضا ومع تراجع مستوى تشافي تراجع مستوى البرسا وعصره الذهبي. جمالية تشافي تأتي من كونه عاصر عصرين ذهبيين وكان هو أساس تألق كل طرف من أطرافه ولولاه لما جاءت هذه العصور الذهبية لبرشلونة والمنتخب الإسباني. "زرقاء اليمامة".. حصد لقب كأس العالم للشباب وواصل التألق مع المنتخب الأول باحرازه "هاتريك" ألقاب تاريخي إلى جانب كونه أكثر لاعب في تاريخ البرسا إحرازا للألقاب هذا إلى جانب كونه الأساس الذي قامت عليه التيكي تاكا كما ذكرنا سابقا. في النهاية، وبعد كل الكلام الذي قيل أرى أن تشافي هيرنانديز هو أفضل لاعب في تاريخ الكرة الإسبانية.