انتهت قمة اسبانيا والبرازيل بفوز ساحق لأصحاب الأرض، انتصار جاء بعد مباراة فشلت فيها اسبانيا بالتسجيل لأول مرة منذ 10 سنوات في مباراتين متتاليتين، أي منذ كانت اسبانيا تخرج من الدور الأول على يد اليونان في يورو 2004! عندما شاهدت مستوى اسبانيا في البطولة لم تقنعني في أي لحظة وحتى ضد تاهيتي فكان هناك نوع من المبالغة بالانتصار لا يليق ببطل العالم، وحتى بعد الفوز على ايطاليا كتبت على أن التغيير مطلوب جداً وإلا فلنقل وداعاً، ففلسفة التيكي تاكا تعرضت لضربة قاسية ضد بايرن ميونخ ويوم أمس تم الإعلان فعلياً ان هناك كرة قدم سبقتها. وكانت الانتقادات شبه مجمعة للمدرب دل بوسكي على ضرورة استخدام دماء شابة ومنها كازورلا بدلاً من تشافي، وكان من الواضح أن المنتخب مرتكز على أندريس انيستا، وعندما ذكر اسم تشافي تذكرت مباشرة قول مانويل بيلغريني عندما كان يدرب ملقا “خطة برشلونة والتيكي تاكا قائمة على لاعب واحد .. تشافي هرنانديز، عندما يرحل لن تكون كما هي أبداً”. ومن الواضح أن مستوى تشافي تراجع بدنياً وذهنياً، وبالتالي تراجعت فكرة التيكي تاكا، بل إن تشافي تم تلقيبه من قبل البعض بلقب مستر تيكي تاكا كإشارة واضحة إلى أنه الروح لهذه الفكرة، ويجب أن نعلم بأن التيكي تاكا قائمة على التمريرات المضمونة القصيرة حتى تحضير الضحية للافتراس، وعندما قمت باحصائية سريعة في بطولة القارات فإن نسبة 16% تقريباً من تمريرات اسبانيا مرت عبر تشافي، وهذا رقم كبير للغاية، وعندما كان تشافي في أعلى مستواه كانت هذه التمريرات كافية لقتل الخصوم، وعندما انخفض تأثر المنتخب بنسبة 16% على الأقل، إضافة إلى تراجع مردوده البدني هجومياً ودفاعياً. الآن اسبانيا وبرشلونة وكل من صفق للتيكي تاكا أمام لحظة حقيقة، سيد الأسلوب تراجع مستواه ولم يعد قادراً على تقديم نفس الذهنية والإصرار على نفس الفكرة سيأتي دوماً بنفس النتائج أمام الأقوياء….إما 3 أو 4!… التغيير المطلوب ليس جذرياً بل نسبياً بإعادة توزيع بعض المهام كي تبقى اسبانيا في قوتها، أو على الأقل المحاولة من أجل ذلك.