في ظل ترشيح البرازيل لتصدر المجموعة الأولى في كأس العالم على أرضها سيكون هناك معركة ضارية بين المكسيكوكرواتياوالكاميرون على المركز الثاني المؤهل لدور الستة عشر مع وجود فوارق قليلة بينهم. وشاركت البرازيل في كل بطولة لكأس العالم وفشلت مرة واحدة فقط في تجاوز الدور الأول وكانت في انجلترا عام 1966. وتكرار ذلك على أرضهم أمر يفوق الخيال وفي وجود لاعبين مثل نيمار وديفيد لويز وتياجو سيلفا في الفريق فإن المنتخب البرازيلي لا يتوقع أقل من احراز اللقب. وربما لا تبدأ البرازيل مشوارها بكامل نشاطها في المباراة الافتتاحية ضد كرواتيا بعد غد الخميس لكنها ستكون صدمة ألا يمضي الفريق نحو الفوز بصدارة المجموعة. لذلك فان المعركة الحقيقية ستكون على المركز الثاني مع تفوق المكسيكوكرواتيا قليلا على الكاميرون في الحظوظ. وربما كان المنتخب المكسيكي الأكثر حظا في التصفيات وتأهل فقط لملحق التصفيات بفضل أهداف متأخرة سجلتها الولاياتالمتحدة في مباراتها ضد بنما. لكن ميجيل هيريرا المدرب الجديد للمكسيك غرس ثقة جديدة في الفريق. وفي ملحق التصفيات فازت المكسيك ذهابا واياب على نيوزيلندا وخسرت مرة واحدة في مبارياتها الست الودية منذ ذلك الحين. وتبدأ المكسيك مشوارها ضد الكاميرون يوم الجمعة والفوز على الفريق الذي يأتي في مؤخرة الترشيحات بالمجموعة سيكون حاسما اذا أرادت مواصلة المشوار. وقال هيريرا في قاعدة المكسيك بكأس العالم في سانتوس يوم الأحد الماضي "سنلعب على أكبر جزء من تذكرة (التأهل للدور الثاني) ضد الكاميرون.. من المهم دائما البدء بانتصار." وأضاف "رأينا أن اسبانيا خسرت (أمام سويسرا في مباراتها الأولى بكأس العالم 2010) ثم أصبحت بطلة للعالم لكن في حالتنا من المهم للغاية الفوز." وبدأت كرواتيا مشوارها في التصفيات الاوروبية جيداً لكنها تأهلت عبر الملحق بعد حصولها على نقطة واحدة فقط من مبارياتها الاربع الأخيرة في مجموعتها. وتولى المدرب الشاب نيكو كوفاتش المسؤولية خلفا لايجور ستيماتش في مباراتي الملحق ضد ايسلندا وتأهل الفريق بالفوز 2-صفر في النتيجة الاجمالية ضد ما يعد تقريبا الفريق الأضعف بين الثمانية الذين تأهلوا لملحق التصفيات. وبعدها قاد كوفاتش منتخب بلاده لمسيرة خالية من الهزائم تضمنت ثلاثة انتصارات وتعادلين, واذا ما نجحت في الحصول على نقطة من البرازيل أو تفادي هزيمة ثقيلة فان فرصتها في التأهل ستكون كبيرة. ويمتلك المنتخب الكرواتي خط وسط رائعا يضم لوكا مودريتش الفائز بدوري أبطال اوروبا مع ريال مدريد وايفان راكيتيتش لاعب اشبيلية لكن دفاعه أنهكته الإصابات والايقافات. وسيغيب المهاجم طويل القامة ماريو مانزوكيتش عن مباراة البرازيل الافتتاحية بسبب الايقاف وسيتعين على كرواتيا البحث بشكل دقيق في مواردها المحدودة من أجل التأهل للدور الثاني لأول مرة منذ 1998 حين فاجأت العالم وبلغت الدور نصف النهائي في مشاركتها الأولى كدولة مستقلة. والفريق صاحب الترشيحات الأقل في المجموعة هو منتخب الكاميرون الذي يقوده المهاجم المخضرم صمويل ايتو. وتمتلك الكاميرون عدة لاعبين آخرين من أصحاب الخبرة الكبيرة على أعلى المستويات لكن من المستبعد أن تصل لما حققته في 1990 عندما أصبحت أول دولة افريقية تتأهل لدور الثمانية. والمباراة التي تبدو حاسمة في المجموعة ستكون بين كرواتياوالمكسيك في ريسيفي يوم 23 يونيو في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة الأولى. وسيكون للكاميرون رؤية مختلفة رغم أنها كانت غير مقنعة في التصفيات واحتاجت إلى نقاط حصلت عليها من توجو - التي اشركت لاعبا لا يحق له اللعب - لتتأهل. ووصل المنتخب الكاميروني الى البرازيل متأخراً عن الموعد المخطط هذا الاسبوع بعد خلافات بين اللاعبين واتحاد كرة القدم المحلي بسبب مستحقات مالية. وستكون المباراة الأخيرة للكاميرون في المجموعة ضد البرازيل وسيتعين عليها الآن أن تبدأ بقوة ولديها القدرة على مواجهة المكسيك في مباراتها الأولى يوم الجمعة.