بخلاف مع يعتقد الكثير فإنّ بداية أسطورة كرة القدم العالمية، دييغو أرماندو مارادونا مع تناول المخدرات كانت من مدينة برشلونة الإسبانية وليس من نابولي الإيطالية، وبالضبط عام 1984 عندما كان النجم الأرجنتيني لاعباً ضمن النادي الكاتالوني. هذا ما كشفته الزوجة السابقة لمارادونا، كلوديا فيلافين، في حديث لإذاعة " لاريد" الأرجنتينية، ونقلته العديد من وسائل الإعلام الأوروبية، الخميس، حيث قالت:" تناول المخدرات لأول مرة عام 1984، لم أدرك أنه سيدمنها فيما بعد بهذه الطريقة وستكون نهايته مع كرة القدم بسببها، في البداية لم يكن يدمنها أثناء تواجده مع برشلونة، ولم أر أنها أثرت عليه للانتقال إلى نابولي وتحقيق كل هذه الانجازات".
وأشارت كلوديا فيلافين أنّ زوجها السابق لم يكن يتناول المخدرات أمامها وأنّه لم يظهر أمامهما أبداً في ذلك الوقت بشكل يوحي أنّه تحت تأثير المخدرات ولكنّها كما صرحت :" أقولها بكل وضوح لقد بدأ تناول المخدرات في إسبانيا".
وكان دييغو مارادونا قد انضم لنادي برشلونة في صيف 1982، لما كان يبلغ من العمر 22 سنة، قادماً من فريق بوكا جينيورز الأرجنتيني بقيمة تحويل بلغت 8 ملايين دولار والتي كانت تعتبر "صفقة تاريخية " في ذلك الوقت.
وقد واجه مارادونا مشاكل عديدة في برشلونة، لم يعهدها لما كان يعيش في بلده الأرجنتين، بحيث اصطدم ب"كراهية" شريحة من جمهور النادي الكاتالوني التي لم تتقبل تصرفاته الغريبة خارج ميادين الكرة وبالخصوص حياته الليلية الصاخبة، كما واجه الخشونة الزائدة والتدخلات العنيفة لمدافعي الأندية المنافسة في الدوري الإسباني بدون أن يجد الحماية اللازمة من الحكام. وقد تسببت احدى التدخلات من مدافع أتليتيكو بلباو، أندوني غويغوتشيا في تعرض دييغو لإصابة خطيرة على مستوى الكاحل، أبعدته عن الميادين لشهور عدة.
وامتدت مشاكل مارادونا،في موسمه الأول مع نادي برشلونة إلى توتر علاقته مع مدرب "البرسا" في ذلك الوقت، الألماني إيدو لاتاك ما زاد من تراجع سمعة اللاعب الأرجنتيني لدى جماهير الفريق. ولم تشفع له الأهداف ال58 التي سجلها في 38 مباراة رسمية ولا مساهمته في تتويج النادي بلقبي كأس مللك إسبانيا و كأس السوبر عام 1983 في كسب قلوب أنصار الفريق الكاتالوني ما جعله يرحل في يوليو 1984 نحو نادي نابولي الإيطالي في صفقة انتقال تاريخية جديدة بقيمة 12 مليون دولار.
وقد تكون " الحياة التعيسة" التي عاشها دييغو مارادونا في برشلونة أحد الأسباب الرئيسية التي جعلته يحاول ثم يبدأ تناول المخذارت قبل أن يدمن عليها لما كان لاعباً ضمن نادي نابولي حيث تم اكتشاف حالتين لتناوله" المنشطات " أو المخدرات (الكوكايين)، سنتي 1991 في الدوري الإيطالي لكرة القدم، و1994 خلال نهائيات مونديال الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وتسببت الحالة الثانية في إبعاده من المونديال ليقرر بعدها وضع حد لمشواره الرياضي المثير للجدل ويقوم برحلة طويلة مع علاج الإدمان ويتوقف نهائياً- حسب قوله في العديد من المناسبات - عن تناول هذه المادة الخطرة التي كادت أن تؤدي بحياته بعدما دمرت جزءا منها.