مرت 12 جولة منذ انطلاق بطولة الدوري الإسباني دون أن يقدم قطبا الليغا عروضا فنية ممتعة بشكل عام، فالغريمان يتعرضان للهجوم والانتقاد أكثر من المدح خلال الموسم الجاري بغض النظر عن النتائج، وفي المقابل يعد الطرف الثالث في الصراع أتلتيكو مدريد الأكثر إقناعا وإبهارا من حيث الأداء والنتائج. إذا ماذا حدث لكبيري إسبانيا؟ فبرشلونة حامل اللقب يحتل الصدارة بعد سلسلة نتائج رائعة أسفرت عن 11 انتصارا وتعادل وحيد مع أوساسونا، لكن النتائج مخادعة ولا تعكس حقيقة الأداء المتواضع للبلاوغرانا البعيد عن النواحي الجمالية التي اعتاد عليها عشاقه. أما ريال مدريد، ثالث الترتيب، فهو في مرحلة انعدام وزن، أدائه متباين خلال المباراة الواحدة، يبدأ بقوة ويسجل اهدافا، ثم ينهار ويتلقى اهدافا اخرى، وفرط في ثماني نقاط من الخسارة امام المتصدرين برشلونة وأتلتيكو، وتعادل مع فياريال الرابع. يمكن تبرير المستوى الفقير للريال والبرسا في 6 نقاط، ثلاثة اسباب لكل منهما على النحو التالي:. لماذا لا يقنع برشلونة؟ 1 - ميسي الحاضر الغائب: الأيقونة الأرجنتيني ليونيل ميسي رمز برشلونة ليس في أفضل حالاته، فقد صام عن هز الشباك في أربع مباريات متتالية في الليغا، وهو أمر لم يحدث منذ موسم 2007-2008 ، وبعيدا عن التسجيل لا يقدم أدائه المعهود، مما أثر سلبا على شكل الفريق الكتالوني الذي يعتمد عليه بشكل كلي في النواحي الهجومية. مواطنه وزميله خافيير ماسكيرانو كشف عن السبب من وجهة نظره، وهو أن "البرغوث" يدخر جهده لكي يصل الى مونديال البرازيل العام المقبل في أفضل حال، فالتتويج بكأس العالم بات هاجسا يطارده لكي يتخلص من الضغوط العصبية المفروضة عليه من بني وطنه الذين يرفضون مقارنته بالأسطورة دييغو أرماندو مارادونا الا بعد احضار الكأس. 2 - إنييستا وتشافي: لا ينكر متابعو مباريات البرسا هبوط مستوى الثنائي الرهيب بخط الوسط أندريس إنييستا وتشافي هرنانديز مقارنة بالمواسم الماضية، وهذا تسبب بشكل مضاعف في تشويه الصورة الجمالية للفريق مع إصابة ميسي وضعف مردوده، لذا فإن الاضواء مسلطة فقط على أليكسيس سانشيز ونيمار، بجانب الحارس فالديس. 3 - الخطة وغياب الحماس: حاول المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو إدخال تعديلات على أسلوب التيكي تاكا، لكن يبدو أن اللاعبين انصهروا مع الخطة القديمة التي اعتادوا عليها منذ اعوام طويلة، وتعديلات المدرب تسببت نسبيا في تشتيت تركيزهم. نقطة أخرى متعلقة بغياب الحماس والحافز، ففي عهد بيب غوارديولا كان الفريق لا يمل من هز الشباك ويحقق نتائج قياسية ويبحث عن الاهداف بنهم شديد، أما الآن فالفريق يكتفي بتسجيل القليل وتأمين الفوز، باستثناء عدد محدود من المباريات مثل الأولى امام ليفانتي (7-0). لماذا لا يقنع ريال مدريد؟ 1 - الدفاع: يعاني الريال من أزمة حادة في خطه الخلفي، وهي نفس المشكلة الممتدة منذ فترة طويلة، واستقبلت شباكه هذا الموسم اهدافا في 10 جولات من أصل 12 ، مما يحبط الأداء الهجومي المميز للفريق ويتسبب في خلل بالمنظومة ككل، معظم الاخطاء يرتكبها القلبين راموس وبيبي بجانب الثغرات في جبهتي مارسيلو واربيلوا أو كارباخال، وسوء تغطية خضيرة وإياراميندي. 2 - أسلوب غير واضح: جاء المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الى مدريد بهدف مسح تراث سلفه البرتغالي جوزيه مورينيو، ولم يستوعب اللاعبون بشكل كامل التحول من طريقة 4-2-3-1 الى 4-3-3 ويبدو الفريق غير منظما بشكل جماعي، ويعتمد فقط على مهارات فردية لرونالدو وإيسكو ودي ماريا واخيرا جاريث بيل. 3 - الدبلوماسية: أنشيلوتي ليس جريئا مثل مورينيو، هو صديق لرؤساء الأندية التي دربها ويسمح بتدخلاتهم في التشكيل في بعض الاحيان، يتصف بالدبلوماسية، لكن هذا الشق انعكس على قرارات سلبية مثل إشراك جاريث بيل رغم عدم اكتمال لياقته، واخطائه في تشكيل الكلاسيكو التي كشفت عن خوف شديد من الخصم.