مع اقتراب افتتاح الملعب الجديد لمدينة أكادير، و انطلاق منافسات كأس العالم للأندية، تفاجأ المحيط الكروي المغربي باستقالة خليل بنعبد الله، الرئيس المدير العام لشركة "سونارجيس"، التي تتكلّف بتدبير وتسير الملاعب الكبرى التابعة لوزارة الشباب و الرياضة. خليل استقال من منصبه صباح الأربعاء، إثر مطالبة لجنة المراقبة الحكومية له بتقديم الحساب المالي للموسم الماضي. إجراءات روتينية، تبدو طبيعية، تقدم عليها لجنة المراقبة، لجنة المراقبة المشكلة من عدد من القطاعات الحكومية، لمواكبة سير انجاز مختلف المشاريع التي تشرف عليها شركة سونارجيس، إلاّ أنّ ردّة فعل الرئيس المدير العام السابق طرحت علامة استفهام ،حين غادر الاجتماع غاضباً، بعدما طُلبَ منه تفسير العجز الذي وصلته الشركة والبالغ حوالي 30 مليون درهم مغربي. يأتي هذا في الوقت الذي كان يهمّ فيه خليل بنعبد الله بتقديم الميزانية المرتقبة للموسم المقبل الجديد. و حددت لجنة المراقبة عجز "سونارجيس" في مليارين و 200 مليون سنتيم، 28 مليون درهم، و ذلك راجع للمصاريف الكثيرة التي تتطلبها صيانة تدبير الملاعب الكبرى، خصوصاً ملعبي مراكش و طنجة، بالإضافة إلى ارتفاع أجور مستخدمي موظفي الشركة، باعتبارهم يكلفون حوالي مليار سنتيم، 10 مليون درهم، سنوياَ، بحكم أنها تتراوح بين 25 ألفا و 36ألف درهم. و بحسب تقرير لجنة القطاعات الحكومية، فإنّ الوضعية المالية الحالية للشركة الوطنية لإنجاز و تدبير الملاعب، تتطلب التدخل لوقف النزيف الذي تفاقم لعدة أسباب و تداعيات. و لعلّ من أبرز النقاط السوداء في إدارة ملعبي مراكش و طنجة، سوء تدبير المباراة التي جمعت فريق الرجاء البيضاوي بالفريق الإسباني برشلونة، صيف العام الماضي، على أرضية ملعب طنجة الكبير. و ذلك بعد أن طالب منظم المباراة ، والمسؤول المباشر عن التذاكر ، شركة "سونارجيس" بأداء 800 مليون، إذ لم يستخلص بعد جميع مستحقاته، بعد أن تكفلت الشركة ببيع التذاكر. لتتفاقم المشكلة بعد ذلك إثر التقرير الأسود الذي وضعته لجنة المراقبة بخصوص وضعية الشركة ،مما عجّل برحيل خليل بنعبد الله. هذا و رصد التقرير، الذي أعدّته لجنة المراقبة المشكلة من عدد من القطاعات الحكومية، مجموعة من الإختلالات و سوء التسيير، و سجّل عجزاً في ميزانية الشركة بحوالي 50 في المائة. و هو الأمر الذي ينذر باقترابها من مرحلة الإفلاس، إذ بات الأمر يتطلّب تدخّلاً حكوميّاً لإخراجها من الوضعية الراهنة التي تعيشها. وقد ساهمت المصاريف المرتفعة لصيانة الملاعب بقدر كبير في الأزمة المالية التي تعيشها الشركة المذكورة. هاته الظروف الصعبة تمرّ منها الشركة الوطنية لإنجاز و تدبير الملاعب "سونارجيس"، قبيل الافتتاح الفعلي للملعب الجديد لمدينة أكادير، بودّية المغرب و جوب إفريقيا. و هو الملعب الذي ستتسلّم مفاتيح تدبيره من وزارة التجهيز بعد أيّام قليلة، مع إنتهاء وزارة التجهيز التي باشرت مشروع بناء معلب أكادير، عكس ملعبي مراكشوطنجة الذين تكلّفت وزارة الشباب و الرياضة ببنائهما، على عهد الوزير السابق منصف بلخياط. ويتفجّر ملف سوء تسيير المغرب لمنشآته الرياضية الكبرى، على بعد أقلّ من ثلاثة أشهر من احتضانه لمنافسات كأس العالم للأندية... فهل سيكسب الرهان ويحسن تسيير التظاهرة، أم أن شبح إفلاس "الشركة" المسيّرة للملاعب الكبرى، سيكون الكابوس الذي يفسد حلم المغرب بالعالمية ؟