بعد إنتهاء الموسم وحسم مصير البطولات التي شارك فيها نادي برشلونة هذا الموسم كان لزاماً علينا عمل ما يشبه كشف حساب لمشوار الفريق هذا الموسم وتحديد خسائره ومكاسبه وتقييم هذا الموسم. أولاً : المكاسب - إستعادة لقب الليجا : لا أعتقد أن أي أحد يستطيع التخيل كيف كان سيصبح موسم الفريق الكتالوني بدون حصد لقب الليجا خاصة مع الإخفاقات الأخرى لكن جاء لقب الليجا بمثابة طوق النجاة للكبرياء الكتالوني في هذا الموسم ، بل الأهم إستعادة اللقب من الغريم اللدود والذي نجح الموسم الماضي في كسر إحتكار الفريق للبطولة المتواصل لعدة مواسم فهو أمر كان من الأهمية بمكان خاصة بعد رحيل جوارديولا ، فلو لم يفز الفريق بالليجا هذا الموسم من بعده لقال الجميع بملء الفم لقد إنتهت حقبة البرسا بلا رجعة ، لكن الفوز بالليجا أتاح ودفع الفريق دفعة كان في أشد الإحتياج لها ولا أبالغ إن قولت بأنه أهم لقب ليجا للفريق منذ عدة مواسم. - فوز ميسي بجائزة أفضل لاعب في العالم : كان الفوز الرابع على التوالي لأسطورة الكرة ميسي أمر فاق في سعادته وجنون الفرحة به أي أمر مماثل من قبل بل هو أسعد لقب حصل ميسي من ألقابه الأربعة ويجد له صدى قوي مع عشاق الفريق عما سبقوه ، نظراً للمنافسة الشرسة مع منافسيه ونظراً لأن اللقب الرابع على التوالي حدث إستثنائي وجعل المشجع الكتالوني يشعر بالفخر لأن نجم فريقه هو مصدر سعادتهم وتباهيهم دوماً. - فوز إنيستا بجائزة أفضل لاعب في أوروبا : من الأمور التي أدخلت البهجة والنشوة في قلوب كل من في النادي وجميع مشجعيه هو تكريم الرسام إنييستا أخيراً وإعطاءه بعضاً من حقه المغبون ، وهو الذي يستحق في نظرهم هذه الألقاب منذ زمن طويل نظراً لمهاراته ودوره مع الفريق المهم للغاية. ثانياً : الخسائر - خسارة بطولة كأس الملك : كان خروج من بطولة الكأس بطعم العلقم بسبب فقدان لقب البطولة التي كان حامل لقبها ، ولأن الخروج جاء من الغريم اللدود ريال مدريد ، ولكون الخروج كان بعد أداء سيء وكان مثار إنتقادات بالغة من الجميع ، وأشعر مشجعيه بالغضب والسخط نظراً للحساسية المعروفة بين جماهير الفريقين. - خسارة بطولة دوري أبطال أوروبا : للموسم الثاني على التوالي يخرج البرسا من نصف نهائي الشامبيونزلييج وهي بطولة طالما منى مشجعي الفريق أنفسهم بالحصول عليها فضلاً عن الخسائر المادية للنادي من عدم الوصول للنهائي. - هزيمة مذلة أمام البايرن : منذ زمن بعيد لم نشاهد البلاوجرانا بهذا المستوى المتدني فنياً وبإستقباله هذا الكم الكبير من الأهداف وعدم قدرته على هز شباك منافسه في مباراتين متتاليتين وعجزه عن مجاراة البايرن في اللعب والصمود أمامه ، فقد كانت صدمة وكابوس أسود على اللاعبين و المشجعين. - إهتزاز الثقة في الفريق : تعرض الفريق لهزات كثيرة هذا الموسم منها تجدد مرض فيلانوفا و التعثر في عدة مبارايات خاصة في الشامبيونزلييج مما جعل الفريق في حالة إهتزاز نفسي ومعنوي بالغين ولولا حسم الليجا من فترة طويلة لأصبح موقف الفريق في غاية التأزم ، وضاعف الشعور بهذا الإحساس بغياب الثقة الهجوم الإعلامي على التيكي تاكا وفعاليتها و أيضاً إصابة ميسي وكثرة الحديث أنه فريق ميسي وليس فريق البرسا وهو أمر له مردود سييء بالتأكيد على اللاعبين. - ضعف الإعتماد على مدرسة تكوين الناشئين “لاماسيا" :هذا الموسم يعتبر من أقل الموسم للبرسا تصعيداً للاعبين طوال الموسم من اللامسايا فشاهدنا النذر اليسير من اللاعبين يشاركون مع الفريق ولأوقات قصيرة لا تكفي للحكم على مستواهم ولا منحهم ثقة تمثيل الفريق الأول بل تجد اللاعب يشارك لمدة 20 دقيقة ثم يعود مجدداً للغياب وعدم المشاركة وهو أمر محبط لهؤلاء اللاعبين اليافعين ، كما أنه يعزز المقولة المتداولة حالياً بنضب مواهب اللامسايا ، ولم نشاهد سوى بارترا يشارك كأساسياً ولكن لظروف قهرية وبعدما إستطاع الفريق إستعادة لاعب أساسي لم نشاهد بارترا مجدداً. الكلمة الأخيرة .. هذا الموسم إستطاع البرسا أن يخرج مرفوع الرأس برغم العثرات والهزات والغيابات والمستوى الهابط في النصف الأخير من الموسم ، ويحق للفريق ومشجعيه الشعور بالزهو و السعادة لأن موسمهم لم يكن سيئاً لدرجة كبيرة وكان به نقطة مضيئة غطت على كل الإخفاقات ، فهنيئاً للفريق ببطولة الليجا ولكن كما قولت من قبل أن ناقوس الخطر يدق على عتبة الكامب نو بإيقاع متزايد وينذر بمالا يحمد عقباه إذا لم تدعيم الفريق ووضع إستراتيجية لعب تتوافق مع لاعبيه وأعمارهم وعطاءاتهم .. ومجدداً يجب أن نقدم التهنئة لبطل الليجا .. برشلونة .