عندما نحب الحياة، نذهب إلى السينما..، ربما لم تعد هذه المقولة المأثورة لدى عشاق الفن السابع في المغرب تعني لهم الكثير، لأن حب الحياة لم يعد مرتبطا بالضرورة بالذهاب إلى السينما، خصوصا بعد إعدام وإغلاق الكثير منها، وتحول بعضها إلى محلات تجارية وقيساريات، أو مجمعات سكنية وعلب ليلية، والأوفر منها حظا تحول إلى مكتبة. ففي طنجة مثلا، وافقت الجماعة ومقاطعة طنجةالمدينة مؤخرا، دون علم المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة التي لم تتم استشارتها في الموضوع، حسب مصادر مقربة من داخل المندوبية في اتصالها ب"رسالة 24″، على تحويل سينما "لوكس"، إحدى أعرق دور السينما بالمدينة الواقعة بشارع المكسيك، إلى قيسارية تجارية، وذلك رغم الوعود الكثيرة التي قطعتها الجماعة على نفسها بالحفاظ على هذه المعلمة الثقافية والتاريخية العريقة، والتي يرجع تاريخ تأسيسها إلى بداية سبعينيات القرن الماضي، وذلك في اجتماع يوم 22 دجنبر 2010 بمقر المجلس الجماعي الذي عقد بين المكتب المركزي لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين، ومكتب المجلس الجماعي بطنجة، ممثلا بنائبي رئيس المجلس حسن الملالي وسعيدة شاكر، و ذلك بضرورة التدخل العاجل من طرف المجلس لإنقاذ الإرث الثقافي للمدينة المتمثل في دور السينما المشرفة على الانقراض، حيث تمت المطالبة خلاله بمبادرة المجلس لاقتناء مبنى سينما لوكس، وغويا المهملتين، مع العمل على تحويلهما إلى قاعات عمومية للعروض واللقاءات الثقافية والفنية، أو دور للشباب عن طريق الكراء أو التملك. غير أن المصالح الجماعية لطنجة، أخلفت موعدها مرة أخرى مع الفن والثقافة والتاريخ، بعد أن قبلت بتحويل السينما المذكورة (لوكس)، إلى قيسارية في مدينة عرفت طريقها إلى السينما وعرفت السينما طريقها إليها منذ سنة 1900، عبر عدد من دور السينما التي تحولت إلى مجرد أطلال، أو مجمعات تجارية كسينما المبروك، فوكس، موريطانيا، المغرب، الكازار، كابيتال، ميريكان، طارق ، الدولية، وهوية، ليستمر بذلك نزيف السينما المغربية على يد من حملوا مسؤولية تدبير الشأن العام للبلاد والعباد داخل المجالس المنتخبة.