أجرى وزير الشغل والادماج المهني محمد يتيم أمس الاثنين بمدريد، مباحثات مع وزيرة الشغل والأمن الاجتماعية الإسبانية فاطمة بانيث تمحورت حول مواضيع تتعلق بالتعاون المغربي –الإسباني في مجال التشغيل والأمن الاجتماعي والهجرة. وتطرق الوزيران ، خلال هذه المباحثات التي جرت بحضور كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالهجرة مارينا ديل كورال تيلي والسفير الإسباني بالمغرب ريكاردو دييز هوشليتنر رودريغيز ، إلى جانب مسؤولين من كلا القطاعيين ، إلى آفاق التعاون الثنائي في مجالات أخرى ذات الاهتمام المشترك. وأبرز يتيم أن هذا اللقاء شكل مناسبة لاستعراض مختلف جوانب التعاون بين المغرب وإسبانيا ولتجديد التأكيد على متانة العلاقات الثنائية في مختلف الميادين و أواصر الأخوة التي تجمع بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والملك فيليب عاهل إسبانيا. وأضاف الوزير، في تصريح بهذه المناسبة، أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا في مجالي التشغيل والأمن الاجتماعي ترتكز على "أسس متينة"، علما أن البلدين تربطهما العديد من اتفاقيات التعاون في هذا المجال، كما أن المغاربة هم في مقدمة العمال الأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي المنخرطين في الضمان الاجتماعي بإسبانيا. وأبرز السيد يتيم التبادل المثمر بين البلدين والدعم المهم المقدم من قبل العديد من المؤسسات العمومية والجمعيات المهنية بالمغرب في نفس الميادين. وتابع أن إسبانيا تدعم الجهود التي تبذلها وزارة التشغيل والإدماج المهني في إطار بلورة استراتيجية وطنية للتشغيل " . وأبرز الوزير أن هذا الاجتماع كان مناسبة، على الخصوص لتجديد التأكيد على ضرورة مواصلة التعاون الثنائي وتبادل التجارب ، لاسيما أن إسبانيا تتوفر على تجربة متميزة في مجال محاربة البطالة التي انخفض معدلها بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخير ة ، بفضل التدابير السياسية لدعم التشغيل وملاءمة التكوينات والكفاءات مع سوق الشغل. وأكد أن المغرب يهتم أيضا بالتجربة الإسبانية المتعلقة بمساهمة الجهات والمجالس المحلية في خلق فرص الشغل عبر اعتماد برامج فعالة للتشغيل على مستوى المجالات الترابية. كما تم التطرق أيضا، يضيف يتيم إلى النهوض بوضعية اليد العاملة المغربية الناشطة في إسبانيا ، عبر تطوير آليات وبرامج لتسهيل ولوجهم لسوق الشغل الإسبانية ، سواء بالنسبة للعمال الموسميين المغاربة في القطاع الفلاحي أو أولئك الذين يعملون في قطاعات أنشطة أخرى. وقال "يحذونا الطموح لتطوير هذه البرامج وتبسيط عدد من المساطر المرتبطة على الخصوص بالحصول على تصريح الإقامة المؤقت بالنسبة للعمال الموسميين المغاربة وتسريع وتيرة التدابير المعتمدة بهذا الشأن"، مضيفا أن الجانبين اتفقا، في هذا الإطار، على وضع برامج جديدة للتعاون في إطار احترام حقوق العمال المغاربة وكرامتهم . من جانبها، أبرزت بانييث تطور التعاون بين البلدين في مجالي الاقتصاد والتشغيل ، خاصة خلال الستة أشهر الأخيرة ، علما أن إسبانيا أضحت أول شريك اقتصادي للمغرب. ونوهت الوزيرة الإسبانية بمساهمة العمال من اصل مغربي إلى جانب العمال الإسبان في إنعاش الاقتصاد الإسباني، مضيفا أن هذه الانتعاشة تعززت وكانت لها انعاكاسات تمثلت في التحفيز على خلق فرص الشغل سواء لفائدة العمال الإسبان أو الأجانب. وأكدت بانيث على أهمية لقاءات ثنائية من هذا القبيل والمساهمة في منتديات دولية تتمحور حول التشغيل والأمن الاجتماعي. وقالت "لدينا موقعا متميزا يتعين علينا استغلاله من أجل تبادل التجارب والممارسات الجيدة "، مبرزة الأهداف التي يتقاسمها البلدان ووجود إرادة مشتركة من أجل المضي قدما على درب تجسيدها على أرض الواقع. وتطرقت في هذا السياق إلى مجالات التدبير المعقلن للهجرة، و إلى التعاون في مجال الأمن الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية للمقاولات والوقاية من مخاطر الشغل و تحسين السلامة والصحة في العمل ، إضافة إلى التجربة الإسبانية في مجال التنسيق والبرمجة وتقييم سياسات نشطة للشغل. وأبرزت بانييث التقدم الذي تم إحرازه على مستوى التعاون بين وزارتها والوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات في تدبير توافد العمال الموسميين المغاربة على إسبانيا، وهي آلية للتنسيق بين إدارتي البلدين تشكل "مرجعا" في هذا المجال على الصعيد الدولي . وبهذه المناسبة، قامت بانييث و يتيم بزيارة في ضواحي مدريد لمركز للتكوين المهني في مجال الميكانيك وصناعة الطيران لإعادة ادماج الأشخاص العاطلين في سوق الشغل .