سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نهاية معركة الكتابة الأولى لحزب "الوردة": أوراق ملغاة كتب عليها "تشبيط" تخلق جدلا بين المؤتمرين واتحاديو 20 فبراير يقولون إن المؤتمر تحول إلى سوق انتخابية
تم أول أمس الأحد، انتخاب إدريس لشكر كاتبا أولا لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خلفا لعبد الواحد الراضي، وذلك بعد حصوله على 850 صوتا، مقابل 648 صوتا، لمنافسه أحمد الزايدي رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، وبانتخاب لشكر زعيما جديدا لحزب "الوردة" يكون هذا الأخير قد طوى صفحة التسابق نحو الكتابة الأولى، والذي ابتدأ بخمسة مرشحين، محمد الطالبي، الذي انسحب يومين قبل بداية التنافس، فيما حملت نتائج الجولة الأولى للتصويت على الكتابة الأولى ل"الوردة"، مرور لشكر والزايدي للجولة الثانية مقابل إقصاء كل من فتح الله ولعلو والحبيب المالكي. وكما عاينت ذلك "رسالة الأمة" فإن التنافس على قيادة حزب "الوردة" بين لشكر والزايدي، بدأ مباشرة دقائق فقط بعد إعلان نتائج الدور الأول، حيث وضع كلا المرشحين أعينهما على أصوات مناصري فتح الله ولعلو والحبيب المالكي، منافسيهما اللذين أقصا من هذا الدور، وهي الأصوات التي كان لها الدور الحاسم في نتيجة انتخاب الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وعلمت "رسالة الأمة" من مصادرها أن الحبيب المالكي وجه مناصريه للتصويت لفائدة إدريس لشكر، فيما لم يستبعد مصدر اتحادي رفض الكشف عن اسمه أن يكون لهذا دعم المالكي للشكر، علاقة بمنح الاخير كرسي النائب الاول لحزب "الوردة"، أو رئاسة اللجنة الإدارية، في حين شوهد فتح الله ولعلو يغادر المؤتمر في ساعات مبكرة من صباح يوم الحسم، دون أن يوجه مناصريه لأي مرشح آخر، وهو ما عزز حظوظ لشكر للظفر بالكتابة الأولى، وبالمقابل ضعفت حظوظ منافسه أحمد الزايدي. وتمكن لشكر، كما عاينت ذلك الجريدة التي حضرت عمليات الفرز من الحصول على أغلبية أصوات الاتحاديين في الفروع والأقاليم الجنبوية، بالإضافة إلى الاتحاديين المنتمين لجهات سوس ماسة درعة، والدارالبيضاء الكبرى، فيما كانت أصوات جهة سلا زمور زعير متقاربة بينه وبين الزايدي. وأكد إدريس لشكر في أول تصريح له للصحافة، عقب انتخابه كاتبا أولا لحزب "الوردة" بأنه سيبتعد في تدبير شؤون حزبه عن منطق الزعامة، وبأنه سيكون شديد الحرص على ضمان تدبير هذه الشؤون بشكل جماعي، مشددا في نفس الوقت أن الاتحاد الاشتراكي في حاجة إلى جميع مكوناته، وقال في هذا السياق "إن فوزي بالكتابة الأولى لا يعني بأني سأدبر الحزب بناء على منطق الزعامة، بل سأستند على القيادة الجماعية بمفهومها الحديث". وأضاف أن "هذه المنهجية هي الوحيدة الكفيلة بتمكين حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من استرجاع قوته وإشعاعه، وتقوية مشروعه الديمقراطي الاشتراكي الحداثي"، مشيرا إلى أن مستقبل الحزب "سيبقى في المعارضة إلى أن يخرج منها عبر صناديق الاقتراع التي تعد لوحدها مصدرا لتغيير هذا القرار"، مشيدا في نفس الوقت بالطريقة التي تم بها تدبير المنافسة من أجل الظفر بموقع الكتابة الأولى. ومن الأشياء الغريبة أثناء فرز الأصوات، وجود حوالي خمس أوراق ملغاة كتب عليها "تشبيط"، وذاك في إشارة من أصحابها إلى العلاقة التي تربط بين حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، وبين لشكر القائد الجديد لسفينة حزب الوردة، كما أن من الأمور الغريبة كذلك وجود ورقة مكتوب عليها "احبك لشكر". إلى ذلك، وبالتزامن مع عملية التصويت على الكاتب الأول، وزع اتحاديو 20 فبراير بيانا، قالوا فيه إن "المؤتمر التاسع، فشل في تحقيق التغيير وتقديم إجابة عن انتظارات وتطلعات الحركة الديمقراطية، التقدمية والاشتراكية المغربية"، ثم أضافوا أن المؤتمر قد تحول إلى سوق انتخابية، كما عرفت إنزالات وتجييشات غايتها بحسب ما تضمنه البيان الذي تتوفر "رسالة الأمة" على نسخة منه "ضمان تأبيد الوضع الحزبي المتردي والوقوف في وجه كل مطالب التغيير وتصحيح مسار الحزب وتحقيق وحدة اليسار المغربي".