انتخب المؤتمرون الاتحاديون أمس الأحد، إدريس لشكر، كاتبا أول للحزب، خلفا عبد الواحد الراضي. وزكت نتيجة الدور الثاني التقدم الذي حققه لشكر في الدور الأول، بل إن الفارق بينه وبين أحمد الزايدي، الذي نافسه في الدور الثاني، انتقل من 100 صوت في الدور الأول (543 مقابل 443) إلى 198 صوتا. وكان عبد الواحد الراضي رئيس المؤتمر التاسع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أنهى الترقب بإعلانه بعد عملية الفرز عن تفوق لشكر، الذي حصل على 848 صوتا، مقابل 650 صوتا للزايدي. وفي أول تصريح له عقب انتخابه قال لشكر إنه سيحرص على "اتباع تدبير جماعي" للحزب، وأنه لن يعتمد على منطق الزعامة، ووعد بالاستناد إلى القيادة الجماعية بمفهومها الحديث. وكان المؤتمرون وضعوا أحمد الزايدي وإدريس لشكر، المرشحين للكتابة الأولى لحزب الاتحاد الاشتراكي، وجها لوجه للتنافس على المنصب في جولة ثانية، بعد إقصاء المرشحين فتح الله ولعلو والحبيب المالكي في الجولة الأولى. ومر الزايدي في الجولة الأولى بحصوله على المرتبة الثانية، إذ أعلنت لجنة الفرز، أمس الأحد، حصوله على 443 صوتا من مجموع الأصوات المعبر عنها، البالغ عددها 1580 صوتا، بينما تصدر لشكر الترتيب، بفارق 100 صوت عن الزايدي (543 صوتا)، قالت مصادر من المؤتمر إنه حصل عليها بدعم من الاتحاديين المنتمين إلى جهات الجنوب، والفروع الاتحادية بجهة سوس ماسة درعة، بينما حل ولعلو ثالثا بحصوله على 345 صوتا، والمالكي في المرتبة الرابعة (258 صوتا). وبناء على النتيجة المحصل عنها، وفق مسطرة انتخاب الكاتب الأول، كما صادق عليها المؤتمرون في الجلسة العامة الأولى، يوم الجمعة الماضي، مر لشكر والزايدي إلى الدور الثاني، في جولة حاسمة بالنسبة إلى الاتحاديين لاختيار قائد المرحلة المقبلة، بعد عبد الواحد الراضي. وجرى التصويت بشكل سري، وبالطريقة التقليدية، بعدما رفض المؤتمرون اعتماد طريقة التصويت الإلكتروني في انتخاب الكاتب الأول، بينما قبلوا اعتمادها في انتخابات اللجنة الإدارية. وكان لشكر والزايدي وولعلو والمالكي من المبادرين لرفض التصويت الإلكتروني، خوفا من أن تشوب العملية بعض الاختلالات. ودخل المتنافسان قبل الجولة الحاسمة، أمس الأحد، في تدبير التحالفات لاستقطاب أكثر من 600 صوت، الذين صوتوا لصالح ولعلو والمالكي، وأصوات من تعمد عدم التصويت. وكان ولعلو والمالكي أعربا عن دعمهما للزايدي في الجولة الثانية، في مواجهة لشكر، الذي يصفونه ب"الشعبوي"، إلا أن أنصار الأخير كانوا يرون أنه الأقدر على تدبير شؤون الاتحاد في المرحلة الراهنة. وعلمت "المغربية" أن لشكر حصل في المرحلة الأولى على أصوات الاتحاديين في الفروع والأقاليم الصحراوية، إضافة إلى العديد من الاتحاديين في جهة سوس ماسة درعة، وجهة الدارالبيضاء، والرباط، وفروع الشمال، ونقابيو الفيدرالية الديمقراطية للشغل. وكان من أبرز مساعديه في الحصول على المرتبة الأولى البرلماني الاتحادي محمد العلمي، رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين، وعبد الحميد الفاتحي، القيادي بالنقابة، بينما دعم الزايدي أغلب البرلمانيين الاتحاديين بمجلس النواب، وعلى رأسهم عبد العالي دمو، إضافة إلى الوزيرين السابقين محمد عامر وأحمد الشامي. يشار إلى أن المؤتمر الوطني التاسع للاتحاد الاشتراكي صادق، السبت الماضي، على التعديلات التي تضمنها المقرر التنظيمي، كما وافق عليها آخر اجتماع للمجلس الوطني قبل المؤتمر في نونبر الماضي.