أثار خطاب جلالة الملك محمد السادس الأخير، بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء، إعجاب المواطنين المغاربة. فملك البلاد تبنّى نبرة غير معتادة في قضية الصحراء، وهي النّبرة التّي تؤكد على واقع واحد يجب أن تتحمل الأممالمتحدة قرار الحسم فيه، وهو ليس شيئا آخر سوى أنّ المغرب في صحرائه. هذه النّبرة الجديدة، جاءت لإيقاظ الواهمين في غير ذلك من سباتهم. وفي هذا الصدد، صرح الأستاذ الحسين كنون محلل سياسي ل" رسالة 24 " قائلا : إن خطاب الملك محمد السادس تاريخي بكل موضوعية، لأنه اعتمد على لغة الحسم والصرامة. فالمغرب، ومنذ 2007، تحصل على عشرون قرارا أمميا يعتبر بأن مبادرة الحكم الذاتي هي التي ينبغي أن تسمو في النقاش والحل الذي يجب أن ينهي النزاع. فالجزائر، تناور لأنها تريد أن يكون لها منفذا على المحيط الأطلسي، عن طريق زرع جبهة البوليساريو. والمغرب، من جهته، قدم المبادرة الأطلسية لتمتيع الدول التي ليس لها منفذا على المحيط الأطلسي به، وذلك في إطار شراكات استراتيجية للأمريكيتين ودول الكاريبي والربط مع الدول الإفريقية الساحلية عن طريق ميناء الداخلة الأطلسي ومع ضفتي البحر الأبيض المتوسط. وتساءل الأستاذ كنون، في هذا الصدد، لماذا تعكر الجزائر صفو المنطقة في الوقت الذي يقدم لها المساعدة لتجد منفذا على المحيط الأطلسي. فالمغرب لن يظل مكتوف الأيدي. فخطاب جلالة الملك للأمم المتحدة كان واضحا وصريحا، فلا يمكن أن نظل ندور في حلقة مفرغة إلى الأبد. فالمغرب في صحرائه، ويحصل على دعم من الدول العظمى كالولايات المتحدةالأمريكية حاملة القلم في مسودة قرارات الأممالمتحدة، وفرنسا العضو الدائم وبثقلها داخل الاتحاد الأوروبي حاملة الأرشيف والشاهدة على العصر، وإسبانيا التي كانت محتلة الأقاليم الجنوبية اعترفت بمصداقية الحكم الذاتي، زد على ذلك ألمانيا والبرتغال ومجموعة فيلس غراد ومجلس التعاون الخليجي والدول العربية والقائمة طويلة. وأختم المتحدّث قائلا: إن المغرب يعيش واقع سيادته على صحرائه، وأبناء الصحراء يقدمون البيعة لملكهم، وماض في تقديم التنمية والاستثمار لإفريقيا، أمّا الجزائر، فما زالت تعيش على وهم الاستفتاء الذي فصلت الأممالمتحدة في استحالة تطبيقه، وتريد أن تدخل المنطقة في غياهب المجهول. وصفوة القول أنّ المغرب ماض في قطار التنمية، من يريد أن يركبه فمرحبا به ومن لا يرغب فهذا شأنه.