يصف الأستاذ الحسين كنون محام ومحلل سياسي دولي اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه بالحدث الوازن، لكون دولة إسرائيل عضو في الأممالمتحدة ولها وزن في العلاقات الدولية المؤثرة. فإسرائيل حليف حيوي للولايات المتحدةالأمريكية. و حينما نذكر هذه الأخيرة، فنحن نقرنها دوما بدولة إسرائيل القوية بصناعتها وتجارتها، و هي التي يمكن أن تحد من طيش إيران التي تشكل خطرا على العالم وتحديدا خطرا على أمن واستقرار شمال إفريقيا ما دامت إيران تدعم جبهة البوليساريو متوسلة في ذلك حزب الله و عن طريق أيضا جارتنا الجزائر للأسف الشديد. ويضيف الأستاذ كنون، المغرب تربطه علاقات متينة بإسرائيل. و يرجع هذا بالأساس بفعل الجالية اليهودية المغربية بإسرائيل، و التي وصلت إلى دائرة صنع القرار سواء بالولاياتالمتحدةالأمريكية أو بمجموعة من الدول أو في الشركات الكبرى التي تمتلك مكانة جوهرية في صناعة القرار الاقتصادي العالمي. وبهذا، يظل هذا الاعتراف إضافة نوعية متميزة، و يدخل في إطار الانتصارات السياسية التي تحققها الدبلوماسية المغربية تحت إشراف وتوجيهات جلالة الملك محمد السادس بصفته ملك البلاد وقائدها. ويستطرد المحلل السياسي قائلا: إن هذه الانتصارات تقابلها انتكاسات خصوم الوحدة الترابية. فالمغرب منذ أن تقدم بمقترح الحكم الذاتي سنة 2007 حصل على 19 قرار أممي كله يدعم جدية ومصداقية المقترح المغربي وآخرهما قراري26 02 و 26 54. و تعتبر مبادرة الحكم الذاتية مبادرة سامية على طاولة المفاوضات المستديرة والتي من شأنها أن تلملم النزاع المفتعل الذي طال أمده. ويتابع، ولما اعترفت الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء بقرار رئاسي وقررت بعدها العمل على فتح قنصلية بالداخلة تصريحا وليس تلميحا تلتها مجموعة من الدول كألمانيا، البرتغال، اسبانيا… واللائحة طويلة من الدول العربية والإفريقية الشقيقة والصديقة ومن القرات الخمس وأمريكا اللاتينية، ليأتي الاعتراف الإسرائيلي الذي يعد دعامة أساسية تدفع العديد من الدول المترددة إلى أن تخرج من المنطقة الرمادية إلى منطقة الوضوح الذي أشار لها جلالة الملك بشكل واضح في خطابه، و التي استعمل فيها جلالته استعارة نظارة المملكة المغربية، و التي أصبح المغرب ينظر عبرها إلى شركائه القاريين والجهويين والدوليين الحديثين والكلاسكيين، ألا و هي نظارة الصحراء المغربية. و بالفعل التقطت العديد من الدول هذه الرسالة وبلورتها بالتعبير الصريح أو الضمني على دعم المملكة المغربية بالاعتراف بمغربية الصحراء. فحينما تصف مثلا إيطاليا، في مؤسستها الدستورية، مقترح الحكم الذاتي بالجدي والقابل للتطبيق في إطار قرارات الأممالمتحدة، و لما تعمل روسيا على توقيع اتفاقيات تدخل ضمنها الأقاليم الجنوبية فهذا تصريح صريح و فعلي بمغربية الصحراء ونفس الأمر ينطبق على الصين والاتحاد الأوروبي. و لا تشكل فرنساوالجزائر إلا استثناء لا يقاس عليه بل يؤكد قاعدة مغربية الصحراء. وبالتالي، فالمغرب اليوم دولة صاعدة وفاعلة في صناعة القرار الدولي، و هو ينهج سياسة الوضوح والطموح مع كل شركائه. وبهذا، من أراد الشراكة مع المغرب أهلا وسهلا وسيجد فيه المنصة الآمنة لجلب الاستثمار الوطني والدولي والجسر الآمن للدخول إلى العمق الإفريقي فلا يتحقق الولوج إلى هذا الأخير إلا من خلال المغرب باعتباره الجسر الآمن فأغلب الدول الإفريقية عالقة في مطب الانقلابات والجماعات الإرهابية والذي ينهار بموجبه الاقتصاد والقدرة الشرائية للمواطنين والمواطنات. ويرد الأستاذ كنون على رواية الإعلام الجزائري التي تقول إن الاعتراف الاسرائيلي سيكون مثل نظيره الأمريكي التي ظل حبيس الورق لكون لم تفتح إلى اليوم قنصلية بمدينة الداخلة. فهذه القراءة الجزائرية هي تسمى في إطار القانون الدولي بالساقطة عن درجة الاعتبار القانوني، موضحا أن أمريكا حينما اعترفت بمغربية الصحراء أصدرت مرسوما رئاسيا في السجل الفيدرالي وهو ما توازيه الجريدة الرسمية بالمغرب، و معنى ذلك اعتراف قانوني بمغربية الصحراء أبلغته إلى جميع القنصليات والسفارات عبر العالم والأممالمتحدة. و نفس الشيء هو ما حصل مع إسرائيل ستسجل هذا الاعتراف بجريدتها الرسمية و تعمل على تعميمه على كل قنصليات العالم. وفي هذا الصدد، يعتبر المحلل السياسي الدولي أن الجزائر لا تفقه شيئا عن القانون الدولي ويحتاجون إلى المساعدة لمعرفة قراءته، و ذلك لارتكابهم أخطاء جسيمة تشوه صورة الدولة الجزائرية أمام الأممالمتحدة.