الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي وبحاجة إلى الشعور بالحب والانتماء والتقدير ممن حوله فالشخص الوحيد يعاني دائماً من القلق والملل والوحدة والعصبية وعدم تقدير الذات لأن العلاقات الاجتماعية توفر للإنسان الشعور بالسعادة والاطمئنان والأمان والراحة النفسية وبالتالي تنتج شخصية سوية متزنة نفسياً وصحيا، الا أن هناك بعض العلاقات عوض أن تشكل سند لنا في هذه الحياة تكون مضرة عاطفيا و صحيًا وتكون مرهقة جدا ومتعبة. تعرف صفاء المفريج، مصطلح العلاقات السامة الذي تم استخدامه لأول مرة عام 1995 من قبل ليليان غلاس في كتابها "أشخاص السامون"، واستخدمته لوصف العلاقات المبينة على الصراع والمنافسة والتي يحدث فيها سيطرة شخص على الآخر، إذ لا يظهر الأشخاص السامون جانبهم السلبي في بداية العلاقة، لكن غالبًا ما يكونون جذابين للغاية في البداية وقد يبدو أنهم مثاليون جدًا، ولكن مع مرور الوقت تظهر حقيقتهم بشكل واضح ويصبحون مسيطرين ومتطلبين ومسيئين عاطفيًا، مشيرة إلى العلاقات السامة تستغرق شهورًا أو حتى سنوات لتظهر، وتعدد الكوتش صفاء أهم علامات العلاقات الضارة وهي: عزل الطرف الآخر: يحاول الطرف السام إبعاد شريكه عن عائلته وأصدقائه للحد من دعمهم له، فالعلاقات السامة تتضمن الكثير من الخلافات السلبية فالشريك المسيطر دائمًا ما يوبخ الطرف الآخر ويقلل من شأنه ويهينه أو ينتقد أفكاره ومحاولاته لفعل أي شيء إيجابي أو مستقل، مردفة، إذا أن كان الشريكك على استعداد لتحمل المسؤولية الكاملة عن كل الخير ولكن لا يتحمل أي مسؤولية عن الأشياء السلبية فهذه علامة هامة على تورطك في علاقة سامة. وتابعت كوتش صفاء قائلة، وفقًا لعلم النفس فإن الدخول في العلاقة السامة والبقاء فيها له ثلاثة أسباب محتملة تتمثل فيما يلي: السبب الأول: هو أننا نقوم بقمع أفكارنا وعواطفنا تجاه أنفسنا اعتقادًا منا أننا بحاجة إلى هذا الشخص أو أننا يجب أن نكون معه على الرغم من كل السلبيات، وقد يكون ذلك بسبب الأطفال أو لافتراضنا أننا لا نستحق أفضل من ذلك. السبب الثاني: فقد يكون تفكيرنا بصفاتنا وعاداتنا غير المرغوب فيها والتي يجب أن نعمل على تحسينها، فربما نخاف من أن نكون لوحدنا في حال انتهاء العلاقة أو ربما يتم التلاعب بنا من قبل شريكنا، فإذا كان شعور الذنب شديدًا لدينا وكان شريكنا يعرف ذلك يمكنه عندها بسهولة خداعنا وإيهامنا بأننا ارتكبنا شيئًا خاطئًا. السبب الثالث: المحتمل لبقائنا في العلاقات السامة هو أننا جميعًا لدينا بعض المشكلات التي لم يتم حلها من طفولتنا، ولذلك ربما نكرر بشكل غير واع بعض الأنماط غير الصحية بدلًا من التعامل معها، إذ ينخرط بعض الأشخاص في العلاقات السامة لأنهم يريدون العثور على شخص بعكس والدهم أو أخيهم أو شريكهم السابق، ولذلك ينتقلون من علاقة غير صحية إلى علاقة غير صحية أخرى معتقدين أنها خيارهم الصحيح علاج العلاقة السامة يمكن الخروج دائمًا من العلاقة السامة والمضي قدمًا لإيجاد علاقة إيجابية صحية، وأخيرا تعطي الكوتش صفاء المفريج بعض النصائح للتخلص من السمية: الرعاية الذاتية: إن إيجاد الوقت للاعتناء بنفسك وتعلم الاهتمام بالنفس من جديد هو خطوة حاسمة في التعافي وإعادة التوازن لأولوياتك. إعادة الاتصال: يساعد إعادة الاتصال بالأصدقاء والعائلة والأشخاص الذين يحبونك ويهتمون بك على تعزيز تعافيك العاطفي من العلاقات السامة وتأثيراتها السلبية عليك. التحدث مع الشريك: قد يساعد النقاش مع الشريك على تحسين سلوكياته تجاهك ما ينعكس إيجابيًا على العلاقة، إلا أن ذلك قد يكون صعبًا لدى بعض الأشخاص أو قد يزيد من السلوكيات السلبية كرد فعل لديه. العلاج: الاستشارة الطبية والعلاج أمران أساسيان لفهم ديناميكا العلاقة المدمرة للشريك السام، ويساعد العلاج أيضًا على بناء الثقة بالنفس واحترام الذات وهذا الأمر ضروري قبل الدخول في علاقة جديدة.