كل مربي يعتريه شعور بالحيرة لمعرفة الأسلوب الأمثل لتأديب أطفاله , خصوصا أن الأساليب القديم"كالضرب و الصراخ و الإهانة"…… لم تعد مجدية بل و لها آثار وخيمة على الصحة النفسية للطفل واتزان شخصيته. لذلك من الضروري على كل مربي أن ينهج أسلوب التربية الايجابية، ويحرص على نهج أساليب جديدة في التربية تمكن من تأديب الطفل مع الحفاظ علىى العلاقة جيدة مع الأبناء المبنية على الاحترام والحب اللامشروط …. وفي هذا الصدد قالت صفاء المفريج، لقراء "رسالة24" أن عملية التأديب تقوم على ثلاثة أسس حسب الدكتور مصطفي ابو السعد لتصبح عملية إيجابية، وهذه الدعائم هي: التنظيم وهو عبارة عن حدود وضوابط تميز سلوك الطفل وتضع له الإطار العام للتصرفات لا سيما تلك التي لا تعتمد على أسس تنظيمية ومعايير واضحة، فالتنظيم ضروري في حياة الطفل خصوصا خلال سنواته الأولى، وأولى خطوات التنظيم حسب الكوتش هي تحديد مفهومه للطفل بشكل عملي تطبيقي، وتبيان المطالب المراد الالتزام بها من لدن الطفل.. لأن الطفل يحترم ويقدر والديه اللذان يرسمان الحدود ويصيغان الضوابط، مردفة أن الطفل نفسياً يرفض ويكره ولا يحترم من يتركه دون حدود وضوابط، وهو يحترم كذلك تأديب والديه وتدخلهما وتعبيرهما عن عدم رضاهما عن سلوك معين أكثر من احترامه للتوبيخ والصراخ والتهديد. وترى الكوتش صفاء أن التنظيم يشبع حاجة الطفل إلى سلطة ضابطة توجه سلوكه وتضبط تصرفاته من خلال توازن ووسطية، لكن لا يجب أن يتحول إلى عامل يخنق الطفل ويحد من قدراته ويجعل منه شخصاً اتكالياً اعتمادياً على الغير. التقليد والقدوة يعد التقليد أحد خصائص الطفولة الأساسية… حيث إن الطفل يأخذ الكثير من السلوكيات والقيم والمبادئ من خلال محاولة تقليده للآخرين... فالطفل كالإسفنج يمتص ما حوله ويتفاعل مع المحيطين به من خلال تقليد سلوكهم وحركاتهم. ولهذا تؤكد الكوتش على الآباء أن يحسنوا سلوكهم، لا سيما أمام أعين الأبناء، والأهم من هذا أن يكون الأب مصدر قدوة لابنه لا سيما في المراحل العمرية المتقدمة بعد السنة الخامسة فما فوق.. فالإنسان جبل على تقليد من يحب ومن يكسب إعجابه. مشيرة إلى أن الأب القاسي المتسلط لا ينقل لأبنائه سوى الاضطهاد والعنف ، ولذلك من لازم على الآباء والأمهات أن يكتسبوا ثقة أبنائهم ومحبتهم لينالوا فيما بعد إعجابهم، ومن أعجب بشخص عده قدوته. تشرح صفاء المفريج القدوة على أنها تنصب بالدرجة الأولى حول ما يفعله الوالدان وما يصدر عنهما من سلوكيات، لأن الأطفال يراقبون سلوك الآباء بإستمرار… "حال فرحهم وحال غضبهم"، ولذلك من المهم الحرص على السلوك الحسن الدائم، لأن الكثير من الأطفال يصابون بالانتكاسة الخلقية في لحظة واحدة من خلال سلوك واحد غير مدروس من طرف المربي. البرمجة والايحاء تقصد الكوتش بالبرمجة والإيحاء، أنها كل ما يدور في الحياة الأسرية من عمليات سلوكية ومشاعر نفسية والتي تنتقل تلقائياً للطفل…ف الأسر السعيدة تضفي سعادتها على الأبناء… والأب الإيجابي هو من يتقن الرسائل الإيحائية غير المباشرة والتي تتأصل في شخصية الطفل وتنمو مع التربية والإيحاء المستمر.. الإيحاء يعني زرع الطموح وحب النجاح والقوة في اتخاذ القرار وحرية الاختيار المنضبط والدفاع عن النفس وعن القناعات الذاتية.. وتعني المتحدثة بالإيحاء هو بث المعاني الجميلة والصفات الإيجابية من خلال فن ممارسة الإيحاء الذاتي. ومن أفضل أمثلة الإيحاء الإيجابي حسب الكوتش صفاء: – تفضل يا ذكي.. – أحسنت يا شاطر.. – ما شاء الله يا مبدع.. – ما أروعك وما أروع هدوءك. – أنت متميز في دراستك. .– ابني يفهم بشكل ممتاز.. كما أن الإيحاء يتم من خلال لغة الجسد لدى الوالدين، فالابتسامة الدائمة تضفي إيحاء قوياً بالهدوء والطمأنينة لدى الإبن وتحقق لديه طمأنينة وسعادة ذاتية… وفي المقابل يمكن أن يكون سلبياً سواء من خلال اللغة اللفظية أو لغة الجسم…فإطلاق النعوت السلبية على الابن تقنعه بها من مثل: أنت غبي، أنت عنيد، وستجعل من الطفل إنساناً غبياً فعلاً، لأن تكرار الإيحاء في حياة الطفل تبرمجه من خلال بناء القناعة لديه… كما أن كثرة التوبيخ والصراخ في وجه الطفل توحي له بالاضطراب وتسحب منه الطمأنينة والاستقرار النفسي.