أفاد الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن عدم المساواة في اللقاحات فاقم المشهد الوبائي، لأن تلقيح جميع السكان، بمن فيهم الشباب والأطفال الأقل عرضة للمخاطر، في البلدان الغنية، وترك السكان الأكثر عرضة للخطر دون أي جرعة في بلدان أخرى هو فشل أكثر من غير أخلاقي، مما سمح للفيروس بالانتشار بحرية في عدة مناطق من العالم، وخلق الظروف المثالية لظهور متحورات جديدة. وأشار حمضي في ورقة توضيحية، أن أفريقيا التي تضم 17بالمئة من سكان العالم استعملت حتى الآن 3.01بالمئة فقط من الجرعات المستعملة عالميا، ويتم تلقيح أقل من واحد من كل 14 إفريقي بشكل كامل، بينما تم تلقيح أكثر من اثنين من كل ثلاثة أوروبيين في الاتحاد الأوروبي. وعزا الباحث في النظم الصحية قوله بما نشر في عمود مطلع فبراير2021، بعنوان "مع لا عدالة اللقاح، نهاية الجائحة مؤجلة" والذي نددت بلا عدالة اللقاح للتحذير من عواقبها. ويرى الطيب حمضي، أن التدابير الوقائية الفردية والجماعية، التي تم تكييفها وفقا لأحدث الاكتشافات العلمية السريعة، واللقاحات التي تم تطويرها في أقل من سنة، مكنت من إنقاذ الأرواح وإنعاش الاقتصاد والحياة الاجتماعية أينما تم تطبيقها. وفي السياق ذاته يؤكد المتحدث ذاته، على ضرورة منح التطعيم كاملا حتى يكون فعالاً، ويحمي الأرواح، ولتقليل من مخاطر ظهور المتحورات، ونتغلب على الجائحة، ويتأسف حمضي إلى ما آل إليه العالم اليوم، قائلا "الجائحة مؤجلة ومعها العودة إلى حياتنا قبل الطبيعية". وأوضح حمضي أن إنتاج اللقاحات لا يزال غير كافٍ بسبب رفض المختبرات وبعض البلدان رفع براءات الاختراع التي كان من شأنها تسريع إنتاج هذه اللقاحات وإمكانية الحصول عليها، والتي كان من شأنها أيضًا أن تساهم في تهيئة البشرية لمواجهة المتحورات الجديدة والأوبئة المستقبلية. استفادت شركات فايزر وبوينتيكوموديرنا PfizerوBionTech و Moderna من 8 مليارات دولار من الأموال العامة لتطوير لقاحاتهم. وهم يحققون اليوم أرباحا تزيد عن مليون دولار في اليوم. كان من الممكن أن يساعد نقل التكنولوجيا على تسريع الإنتاج في غضون ثمانية إلى عشرة أشهر، وإذا اقترن ذلك بنقل المعرفة، يتم تقليص هذه الفترة إلى النصف. كان من شأن دلك تسريع وتيرة الإنتاج، والتهيؤ لإنتاج سريع وضخم لنسخ جديدة من اللقاحات إذا لزم الأمر، وتوسيع الصناعة اللقاحية لتهيئ البشرية لمواجهة الأوبئة المقبلة.