بتنسيق مع نظيرتها الفرنسية، تمكنت الشرطة الوطنية الإسبانية، أمس الثلاثاء، تنفيذا لأمر التحقيق الأوروبي الصادر عن مكتب المدعي العام للتعاون الدولي في ملقة، بتفكيك منظمة إجرامية مقرها الفرعي أكساركويا في ملقة، وأوقفت 4 أشخاص، كانوا يستخدمون طائرة بدون طيار (درون)، يبلغ طول جناحيها 4.35 مترًا لنقل المخدرات بين المغرب وإسبانيا، يمكنها أن تطير بشكل مستقل لمدة 7 ساعات متواصلة، حيث كانت الشبكة متخصصة في شراء شحنات من مخدر الشيرة والماريجوانا من المغرب ونقلها إلى إسبانيا لتخزينها، قبل توزيعها لاحقا في فرنسا. ومكنت العملية الأمنية التي أطلق عليها اسم "بينياس" من اعتقال 3 أشخاص في فرنسا، وقبلهم شخص رابع في الماشار بمالقة الإسبانية باعتباره المسؤول عن تخزين المخدرات المهربة في منزله، وذلك بموجب صدور أمر توقيف وتسليم أوروبي (OEDE)، في حقهم، بتهمة الاتجار في المخدرات والانتماء لشبكة إجرامية دولية. وكانت الأبحاث القضائية في القضية، قد انطلقت في بداية هذا العام الجاري، عندما علم المحققون بوجود مجموعة إجرامية، على ساحل ملقة وتتكون من مواطنين فرنسيين من أصل مغربي، متخصصة في تهريب المخدرات من المغرب الى إسبانيا، قبل نقلها الى فرنسا إما بحرا بواسطة زوارق الشبح "الفانطوم" السريعة من نوع "ݣوفاست" ، أو برا على متن السيارات المسروقة، أو عبر طرود الارساليات عن طريق إخفاء المخدرات بين البضائع المشروعة. ومكّنت التحقيقات المنجزة، من تحديد موقع منزل أحد المتهمين الرئيسيين في بلدة ريفية نائية من المشار، تُستخدم كمشتل لإخفاء الحشيش والماريجوانا بشكل مؤقت إلى غاية تصديرها إلى فرنسا. وبفضل التعاون الأمني الدولي، علم أن الشرطة الوطنية الفرنسية كانت تحقق بدورها مع أعضاء من نفس المنظمة الذين يعيشون في إقليم غاليك، والذين كانوا مسؤولين عن تلقي المخدرات للتوزيع بالتقسيط في بعض المدن الفرنسية، وهو ما دفع بفتح تحقيق أوروبي شامل حول هذه الشبكة، والذي امتد إلى إسبانيا. كما أسفرت عملية التفتيش المنجزة في منزل الموقوف باسبانيا يوم 15 يونيو الماضي، عن حجز 12 كلغ من "الحشيش" المعدة للترويج بفرنسا، والعديد من أجهزة الكومبيوتر التي تتحكم عن بعد في تسيير طائرة الدرون، وأدوات لوجيستيكية متعلقة بإعداد وتلفيف وشحن المخدرات، فضلا عن حجز الطائرة المحترفة بعيدة المدى بدون طيار.