أسفرت أشغال الترميم الجارية في حي القصبة الأثري بالمدينة العتيقة بطنجة، عن اكتشاف شبكة ممرات وأنفاق وسراديب سرية تحت المدينة العتيقة، والتي تمتد لمسافة طويلة، إذ يرجح أنها تعود للحقبة البرتغالية أو الإنجليزية التي عاشتهما مدينة طنجة خلال القرن 15 الميلادي، نهاية القرون الوسطى. وتربط هذه الأنفاق المكتشفة عن طريق الصدفة بداية الأسبوع الجاري، والتي لا زالت تحتفظ بقيمتها التاريخية الإستثنائية، مجموعة من الأحياء القديمة كحي بني يدر، ودار البارود، والسقاية، وساحة أمراح، وزنقة جنان القبطان، وزنقة ابن عجيبة وحواري وأزقةَ أخرى ضاربة في عمق التاريخ. ويرى المهتمون بالشأن التاريخي المحلي، أن هذا الاكتشاف الثمين، يضع المحافظة الجهوية للتراث ووزارة الثقافة، أمام مسؤولية العناية بهذا الكنز الأثري الهام والعمل على الحفاظ عليه والتعرف به، والذي يتطلب احترافية كبيرة في التعامل معه، علما أن المدينة تحفل بالعديد من المآثر التاريخية التي اندثر أغلبها بفعل الإهمال، أو بالإجهاز عليها من طرف مستثمرين خواص. جدير ذكره، أن الجهات المختصة كانت قد أطلقت شهر مارس 2020، مشروعا طموحا يتعلق بإعادة ترميم وإصلاح وهيكلة فضاءات المدينة القديمة بغلاف مالي يقدر بحوالي 85 مليار درهم، والذي يعد الرابع من نوعه منذ سنة 2000، وذلك بهدف إنقاذ النسيج العمراني للمدينة العتيقة في إطار علاقتها بمشروع الميناء الترفيهي، وبباقي الأحياء والمرافق الأخرى سواء داخل سور المدينة القديمة أو خارجها.