مستغلة ظروف الوباء، وانشغال السلطات العمومية في حالة الطوارئ الصحية، قامت عصابة استخراج الكنوز، ليلة أمس الأحد، بانتهاك حرمة ضريح سيدي المختار غيلان وسيدي الصديق غيلان، المتواجد بمدشر بن كيسان جماعة الساحل، بإقليم العرائش، حيث باشرت عمليات الحفر وسط وتحت أرضية الضريح وفي أنحاء متفرقة منه، الشيئ الذي نتج عنه تخريب شامل لمرافقه وتجهيزاته وإتلاف المصاحف والوثائق، بحثا عن الكنوز التي يعتقد أنها قد تكون مدفونة تحته، حسب مصادر محلية متطابقة. وفور اكتشاف العملية، انتقلت الى عين المكان السلطات المحلية المعنية، وعناصر مصالح المركز الترابي للدرك الملكي، الذين قاموا بإجراء المعاينة القانونية للحفر العميقة والعملاقة المحفورة في قلب الضريح، ورفع الأدلة الجنائية منه للاستعانة بها في الأبحاث القضائية المتعلقة بظروف وملابسات الواقعة، والتي فتحت بتعليمات مباشرة من النيابة العامة المختصة. واستنكرت الساكنة هذا العمل الاجرامي الشنيع الذي طال هذا الفضاء دون أدنى مراعاة لحرمته، مطالبين في ذات الوقت، بتوقيف الجناة والجهات التي تقف وراء هذا الفعل الشنيع، وتقديمهم أمام العدالة في أقرب وقت ممكن، علما ان مدينة العرائش سبق لها وأن عرفت واقعة مشابهة شهر ابريل الماضي، بعد ما قام مجهولون بانتهاك حرمة مسجد الحانوت، المتواجد بمدشر الخطوط بجماعة وقيادة بني جرفط، بإقليم العرائش، حيث باشروا ساعتها عمليات الحفر تحت محراب الامام، وتحت أرضية المسجد، الشيئ الذي نتج عنه تخريب شامل لمرافقه وتحهيزاته، فضلا عن إتلاف المصاحف وأفرشة المسجد بحثا عن الكنوز . معلوم، أن ظاهرة البحث عن الكنوز، ترتبط بشكل مباشر، باعتقادات غيبية يكشف عنها ساحر أو مشعوذ للراغبين في الثراء السهل، إما بطلاسم سحرية أو بوعود اقتسام الثروة المدفونة، أو بتعقب آثار عائلات ثرية عريقة، خاصة اليهود الذين غادروا البلاد، أو مخلفات أمم ودول سابقة حكمت المملكة، وغالبا ما يتم مزج كل هذا بضرورة إحضار طفل "زوهري" تتم الاستعانة به أو بدمائه لتسهيل العثور على الكنوز بعد الإفراج عنها من طرف حراسها من الجن، بحسب معتقدات هؤلاء المشعوذين وعصابات الكنوز.