مستغلة ظروف الوباء، وانشغال السلطات العمومية في حالة الطوارئ الصحية، قامت عصابة استخراج الكنوز، ليلة أمس الخميس، بانتهاك حرمة مسجد الحانوت، المتواجد بمدشر الخطوط بجماعة وقيادة بني جرفط، بإقليم العرائش، حيث باشرت عمليات الحفر تحت محراب الامام، وفي أنحاء متفرقة من أرضية المسجد، الشيئ الذي نتج عنه تخريب شامل لمرافقه وتحهيزاته، فضلا عن إتلاف المصاحف وأفرشة المسجد بحثا عن الكنوز التي يعتقد انها مدفونة تحته، حسب مصادر محلية. وأكدت المصادر نفسها، أنه وفور اكتشاف العملية، انتقلت الى عين المكان السلطات المحلية المعنية، وعناصر مصالح المركز الترابي للدرك الملكي، الذين قاموا بإجراء المعاينة القانونية للحفر العميقة والعملاقة المحفورة في قلب المسجد، ورفع الأدلة الجنائية من المسجد مسرح الجريمة، الاستعانة بها في الأبحاث القضائية المتعلقة بظروف وملابسات الواقعة، والتي فتحت بتعليمات مباشرة من النيابة العامة المختصة. هذا، وقد إستنكرت الساكنة هذا العمل الاجرامي الخطير الذي طال بيتا من بيوت الله، دون أدنى مراعاة لحرمته، مطالبين في ذات الوقت، بتوقيف الجناة والجهات التي تقف وراء هذا الفعل الشنيع، وتقديمهم أمام العدالة في أقرب وقت ممكن. معلوم، أن ظاهرة البحث عن الكنوز، ترتبط بشكل مباشر، باعتقادات غيبية يكشف عنها ساحر أو مشعوذ للراغبين في الثراء السهل، إما بطلاسم سحرية أو بوعود اقتسام الثروة المدفونة، أو بتعقب آثار عائلات ثرية عريقة، خاصة اليهود الذين غادروا البلاد، أو مخلفات أمم ودول سابقة حكمت المملكة، وغالبا ما يتم مزج كل هذا بضرورة إحضار طفل "زوهري" تتم الاستعانة به أو بدمائه لتسهيل العثور على الكنوز بعد الإفراج عنها من طرف حراسها من الجن، بحسب معتقدات هؤلاء المشعوذين وعصابات الكنوز.