بالتزامن مع ازدياد مضطرد لأعداد الإصابات المؤكدة بفيروس “كورونا” المستجد، وعلى بعد أيام قليلة من انتهاء المرحلة الثانية من حالة الطوارئ الصحية المعلنة في سائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي الفيروس، أعلنت وزارتا الداخلية والصحة، بشكل رسمي، أمس الاثنين، عن إحداث “تطبيق هاتفي مغربي الابتكار” لتتبع الأشخاص المصابين بفيروس “كورونا”، وكذا للإشعار المواطنين بحالات الإصابة القريبة منهم. التطبيق المعلوماتي، الذي أطلق عليه اسم “وقايتنا”، والذي جرت إماطة اللثام عنه خلال ندوة صحفية مشتركة عقدت بواسطة تقنية التواصل عن بعد، بين عبد الحق الحراق، العامل مدير أنظمة المعلومات والاتصال بوزارة الداخلية، ومحمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، وتابعها عدد محدود من الصحافيين، يرتقب أن يتم تجريبه ك”مرحلة أولى” بداية من الأسبوع المقبل على ألف من العاملين بالمواقع التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، قبل أن يعمم في مرحلة ثانية، على باقي المواطنين. وفي الوقت الذي لم يعلن فيه المسؤولان المذكوران عن موعد محدد للإطلاق الرسمي لهذا التطبيق، أشار العرض الذي تم تقيمه خلال الندوة الصحفية ذاتها إلى أنه يرتقب أن يكون “متوفرا على “جميع متاجر الهواتف الذكية، من بينها على الخصوص “كوكل بلاي” و”بلاي ستور”. ويشير العرض ذاته، إلى أنه بعد تحميل هذا التطبيق، يتم بعدها تشغيل خاصية “البلوثوت”، كمرحلة أولى، ثم في مرحلة ثانية “عندما يكون مستخدمين بالقرب من بعضهما البعض يقع تبادل تعريفات بين هاتفيهما الذكيين”، على أنه “في حال كان أحد المستخدمين مصابا بفيروس “كورونا” فإنه خلال 21 من اللقاء يتلقى المستخدم الثاني إشعارا يدعوه لتتبع التعليمات من متابعة طبية وتحاليل”. وبحسب العرض ذاته، فإن هذا التطبيق يهدف إلى “الحفاظ على الحياة والنظام الصحي”، من خلال “تفادي التعقيدات المرتبطة بتتبع الحالات، والتكلف بالعلاجات بسرعة، وتقليص حركية الفيروس”، وكذا “مراقبة سير انتشار العدوى، وتفادي نقلها للأقارب”، وبالتالي “تقليص حالات الوفيات ، و”اتخاذ القرارات الواضحة لاستهداف جيد للقرارات. وسيعتمد تطبيق “وقايتنا”، على تقنية “bluetrace”، التي تفعل عبر “البلوتوت”، وتسهل عملية تبادل الهواتف المُثبت عليها التطبيق إشارات بلوتوث قريبة المدى حين يوجد المستخدمون على مسافة قريبة، وتُخزِّن الهواتف هذه المعلومات لمدة 21 يوما، وعند اكتشاف إصابة أحد الأشخاص بفيروس كورونا، يسمحون لوزارة الصحة بالوصول إلى بيانات التطبيق المخزنة في الهاتف والتعرف على الأشخاص الذين تعاملوا معهم عن قرب ولفترة تصل إلى ثلاثين دقيقة، وبالتالي يصلهم “الاشعار التنبيهي”. تفاصيل أكثر وردت على لسان العامل مدير أنظمة المعلومات والاتصال بوزارة الداخلية، الذي كشف أن هذا التطبيق مغربي الابتكار “100 في 100” ، لافتا إلى أنه تم تطويره بشكل تطوعي، من طرف فريق من المغاربة، يتكون من 40 شخصا، ينتمون لمختلف القطاعات العمومية والخاصة. وتابع أن هذا التطبيق الذي وصفه ب”المواطنتي”، تم إحداثه بتعاون مع وكالة التنمية الرقمية والوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، كما شارك في تطويره عدد من المقاولات الوطنية على غرار “فاليانس” و”ميد تيك” و”أيوكس لابس”. وبخصوص حماية المعطيات الشخصية للمواطنين، قال المسؤول ذاته بوزارة الداخلية إنه “سيتم التخلص من كل المعلومات الشخصيات لمحملي التطبيق بشكل تلقائي بعد الخروج من هذه الجائحة، مشيرا إلى أن المعلومات المتحصلة عليها سيتم “تخزينها في ذاكرة الهاتف ولن يتم إرسالها إلى وزارة الصحة إلا في حالة تبوث إصابة أحد الاشخاص القريبين من الشخص المصاب”. الحراق وبعدم أكد أن تحميل هذا التطبيق من طرف المواطنين “سيكون اختياريا”، كشف ان “الشيفرة البرمجية للتطبيق ستكون متاحة لعموم المواطنين في وقت تحدده الحكومة”. بدوره، أوضح مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض، أن هذا التطبيق سيمنح سرعة أكبر في “التكفل بحالات الإصابة لدى المخالطين”، فضلا على أن سيسهم في “الإشعار بخطر الإصابة وتتبع الأشخاص الذين انتقلت إليهم العدوى”. وتابع المسؤول ذاته بوزارة الصحة ضمن اللقاء الصحفي نفسه عبر “فيديو كونفيروس”، أن التطبيق المعلوماتي “وقايتنا” يأتي “في إطار تعزيز منظومة تحديد وتتبع الأشخاص المخالطين للحالات المؤكدة بكوفيد 19، حيث سيمكن من التكفل بالحالات المخالطة قبل ظهور الأعراض عليها، وتفادي المضاعفات والوفيات، وتطويق انتقال الوباء للمواطنين الاخرين ومنع تفشيه في المجتمع”. ووفق اليوبي، فإن تطبيق “وقايتنا” سيعتمد “على تبادل هوية المستخدم عن طريق تقنية (البلوتوت) بين هاتفين ذكيين ، أحدهما يعود إلى شخص سيتم تحديده لاحقا كحالة إصابة مؤكدة بفيروس “كورونا”، بينما يعود الهاتف الثاني للشخص المخالط الذي سيتوصل بإشعار يتضمن مجموعة من الإرشادات المتعلقة بكيفية التكفل بحالته، وذلك في مدة تتراوح ما بين 14 و21 يوما”.