رغم حالة الطوارئ الصحية التي تعيشها البلاد للوقاية من فيروس كورونا المستجد، كوفيد-19، وفي ظروف لا زالت لحد كتابة هذه السطور غامض وغير محددة، أقدمت سيدة تبلغ من العمر حوالي 48 سنة، ليلة أمس السبت، على الانتحار، بعدما رمت بنفسها إلى الشارع العمومي، من الطابق الرابع لمنزل الأسرة الكائن بحي المجد بطنجة. وذكرت مصادر متطابقة استنادا إلى شهادات مقربين من محيط المنتحرة المسماة قيد حياتها (س.ه)، أن الهالكة حاولت بداية الأمر وضع حد لحياتها عن طريق الذبح من الوريد بسكين حاد، غير أنه وبعد فشلها في ذلك، عمدت إلى رمي نفسها إلى الشارع. ولفظت الضحية أنفاسها الأخيرة مباشرة بعد وصولها إلى مستعجلات المستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة، متأثرة بجراحها التي تسببت لها في نزيف حاد افقدها الكثير من الدمام، جراء اصطدامها القوي مع الأرض. وتم إيداع الجثة مستودع الأموات لاخضاعها للتشريح من أجل الكشف عن أسباب الوفاة الحقيقية، هذا في الوقت الذي فتحت فيه الشرطة القضائية لمنطقة أمن بني مكادة التابعة لولاية أمن طنجة بحثا عاجلا حول ظروف وملابسات الواقعة بتعليمات من النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بطنجة. وتعتبر حالة الانتحار هاته، هي الثانية من نوعها التي تشهدها مدينة البوغاز في ظل تدابير حالة الطوارئ والحجر الصحي، للوقاية من الوباء، وذلك بعد حادثة الانتحار الأولى التي سجلت يوم الإثنين 6 أبريل المنصرم، والتي راح ضحيتها سجين استفاد من العفو الملكي. وكان الضحية المسمى قيد حياته (ح.ط)، من مواليد سنة 1993، قد استفاد من العفو الملكي يوم الأحد 5 أبريل 2020، في إطار حماية نزلاء المؤسسات السجنية والإصلاحيات من انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، حيث كان يقضي عقوبة سجنية نافذة سالبة للحرية في قضية تتعلق بالحق العام، مدتها 3 سنوات، قبل أن يقرر تنفيذ حكم الاعدام في نفسه برمي نفسه من شرفة منزل العائلة الكائن بحي بنديبان، بطنجة.