نظمت منظمة الشبيبة الدستورية الملتقى الوطني الأول أيام 4 و5 و6 أبريل الجاري بمدينة بوزنيقة، تحت شعار: "للعلا سعيا"، حضره أعضاء المكتب الوطني وأعضاء المجلس الوطني للمنظمة، والذي عرف مجموعة من الأعمال، همت عقد الدورة الثانية للمجلس الوطني، وجدولة الهيكلة وأوراش تكوينية ومسابقات رياضية وثقافية. وتم خلال الملتقى تنظيم ندوة حول "الأمن والتنمية"، تميزت بكلمات الأخ الدكتور حسن عبيابة عضو المكتب السياسي للاتحاد الدستوري، والأخت فوزية البيض عضو الفريق الدستوري بمجلس النواب، والأخ أنوار الزين الكاتب الوطني للشبيبة الدستورية، والأستاذ عبد الرحيم أريري مدير جريدة "الوطن الآن". هذا، وقد أشار الأخ عبيابة إلى قدرة الشباب الدستوري على الدفع بعجلة منظمة الشبيبة الدستورية إلى الأمام بعد تجاوز مرحلة الركود. ومن جهة أخرى، أكد على الوضع الأمني المستقر بالمغرب مقارنة مع دول عديدة، مشيرا إلى ظاهرة "التشرميل" التي أثيرت مؤخرا، ومساهمة الإعلام في تضخيمها، متسائلا إن كانت وراءها جهات أخرى، فيما أبدى تخوفه من جرائم أكثر خطورة، داعيا إلى إعادة بناء صورة عن الأمن الذي يخدم البلاد والمواطنين، متحدثا في الوقت ذاته عن السياق التاريخي الذي أفرز مجموعة من الظواهر الإجرامية وربطها بالتنمية، وبالتطور الذي عرفه المنتظم الدولي منذ الحرب العالمية الثانية، وما نتج عنه من هوة بين دول غنية قليلة وأخرى فقيرة، ليربط ذلك بمشكل الشغل وما يصاحبه من حاجيات تكون لها انعكاسات على الأمن والتنمية، موضحا أن الأمن والاستقرار يؤكدان توفر الديموقراطية في المجتمع. وفي جانب آخر، دعا الأخ عبيابة الحكومة إلى ضرورة فتح حوار جاد مع الفاعلين الاقتصاديين والابتعاد عن لغة التخويف، ذلك من أجل إقلاع اقتصادي يساهم في التشغيل بقوة في إطار تنمية تخدم الأمن في كافة المجالات. وقد أوضحت الأخت فوزية البيض أهمية التأطير السليم للشباب الذي تقوم به منظمة الشبيبة الدستورية منذ مؤتمرها الوطني الأخير، مؤكدة على التناغم الإيجابي الحاصل بين مكونات الاتحاد الدستوري، الذي يبين العمل المتكامل والهادف. كما تحدثت الأخت البيض عن بعض المبادئ الأساسية لليبرالية وما حققته من نتائج خاصة في مجالات الاقتصاد والاجتماع والسياسة، مبدية أهمية التواصل ومختلف وسائله الحديثة في تقريب المعومات والأفكار بين الشباب، مبرزة كذلك المرحلة الراهنة وما تستوجبه من العمل لخوض الرهانات المقبلة الأمر الذي يستدعي انخراط الشباب في هياكل الحزب على المستوى الجهوي والإقليمي والمحلي ومنظماته الموازية. وأبرزت الأخت البيض أن المغرب يمثل استثناء إقليميا في عدة مجالات منها الأمن والاستقرار مما يؤثر إيجابا على الاستثمار والسياحة. وفي بداية كلمته، تطرق الأستاذ عبد الرحيم أريري لعلاقة الصحافة بالأحزاب، ثم تناول عددا من الظواهر الإجرامية وما سمي ب"التشرميل"، موضحا ضعف الإمكانيات المادية والبشرية المخصصة للأجهزة الأمنية، ليبين فشل الحكومة الحالية في التلحيم بين المؤسسات الأمنية، كما تطرق أريري إلى أسباب انتشار الجريمة منها أساسا الهجرة القروية، ما ينتج عنه من كثافة ديموغرافية في مناطق دون أخرى، فتتفاقم أنواع من الجرائم يصعب القضاء عليها. ومن جانبه، تحدث الأخ أنوار الزين عن حصيلة الشبيبة الدستورية خلال تسعة أشهر الماضية، موضحا الدعم الذي يقدمه أعضاء المكتب السياسي للحزب، مبرزا المجهودات التي قام بها أعضاء المنظمة في مقدمتهم أعضاء المكتب الوطني والمجلس الوطني وأعضاء المكاتب الجهوية والإقليمية والمحلية، مؤكدا على أن المستقبل يتطلب مجهودات للسير بالمنظمة نحو تحقيق المزيد من التألق والنجاح، ليكون بذلك الشباب الدستوري دعامة قوية للحزب في كل الاستحقاقات القادمة. أما مصطفى صياح مدير الملتقى الوطني الأول ورئيس هيئة الخبراء للمنظمة، فقد ركز على أهمية هيكلة الشبيبة الدستورية ليكون الشباب الدستوري حاضرا بقوة في المحطات السياسية المقبلة، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة إشراك العنصر النسوي في مختلف الهياكل والتظاهرات، داعيا إلى الاهتمام بتأطير الشباب وتكوينه تكوينا يتلاءم والمستجدات التي يعرفها المغرب في مختلف المجالات. وبعد ذلك، تم عقد الدورة الثانية للمجلس الوطني للشبيبة الدستورية، والذي عرف نقاشات واسعة حول المواضيع المطروحة. كما عرف الملتقى تنظيم ورشات، همت تكوين المكاتب الجهوية والإقليمية والنوادي، تماشيا مع بنود القانون الأساسي للشبيبة الدستورية، وتم عرض تجربة المؤتمر الجهوي لجهة مراكش تانسيفت الحوز للمنظمة من طرف الإخوة أحمد فريرا وحسناء نصيب وزكرياء لزمات وحسناء سعيدو، وبعد ذلك قدمت تجربة جهة الغرب شراردة بني حسن، من طرف يوسف بارو، وتم تأسيس مكتب محلي افتراضي لجماعة بوزنيقة بكافة مراحله. كما قام بتنشيط ورشة النوادي والمكاتب المحلية الأخ ابراهيم الفتاحي عضو المكتب الوطني بمساعدة عضوي المجلس الوطني مونية بوجملة ويوسف جفال. وقد تناولت الورشة موضوع الهيكلة على مستوى النوادي والمكاتب المحلية، وطرائق التحضير لها، والمقتضيات القانونية المتعلقة بها، وعرفت الورشة نقاشا مهما من طرف المشاركين الذين انصبوا على تناول الموضوع من مختلف جوانبه. وشهد الملتقى تنظيم دوري في كرة القدم، شارك فيه أعضاء الشبيبة الدستورية.