لفظ طفل في الثامنة من عمره أنفاسه الأخيرة، أول أمس الجمعة 23 غشت الجاري، بقسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي محمد الخامس بمكناس، متأثرا بلسعة عقرب سامة. وبحسب مصادر “رسالة 24″، فإن الطفل الهالك المنحدر من دوار “ايت فزاز” بجماعة “الصفاصيف” التي تبعد عن مدينة الخميسات بحوالي 40 كيلومتر، نقل في حالة حرجة إلى المركز الاستشفائي المذكور، لإخضاعه للعلاجات الضرورية بعد تعرضه للسعة عقرب، غير أنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالسم القاتل. هذا وأثار وفاة طفل، موجة استياء كبيرة وسط عدد من الفاعلين الجمعويين بإقليم الخميسات، متهمين وزارة الصحة بإهمال سكان هذه المناطق بعدم تخصيص أمصال مضادة للسموم لهم مما يشكل تهديدا يوميا يمس أغلى حق من حقوق الإنسان، وهو الحق في الحياة والعيش في ظروف صحية سليمة وفق تعبيرهم. وتعيد هذه الوفاة السؤال إلى الواجهة حول جاهزية مستشفيات بعض المناطق النائية بالأدوية والتجهزات الضرورية للحد من نزيف لدغات العقارب والأفاعي التي تنتشر خلال هذه الفترة من السنة وتخلف العديد من الضحايا بين أطفال وشيوخ مما يدق ناقوس الخطر ويستوجب توفير الأمصال المضادة للسموم بهذه المناطق التي تنزف يوما بعد يوم خصوصا وأن بعض السكان يلجؤون إلى الطرق التقليدية ضد لسع العقارب، إذ يقومون ب”التشراط”، أي إحداث جرح في مكان اللسعة، في محاولة لإزالة السم، وإن كان ذلك يشكل خطرا على صحة الضحايا، لكنهم يرونها الطريقة الأنجع في حالة بعد المستشفى أو المستوصف أو غياب اللقاحات المضادة لسم العقارب.