ردا على اتهام الحكومة بالتخلي عن إنتاج الأمصال المضادة للسعات العقارب، أكدت وزارة الصحة أنها لا تستطيع مواجهة إشكالية هذه التسممات من الجانب الصحي فقط، لكون ذلك يستلزم تعاونا متعدد القطاعات، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تضع رهن إشارة المواطنين خطا هاتفيا للتواصل مع المركز المغربي لمحاربة التسممات من أجل الحصول على معلومات حول الوقاية وسبل التكفل بالحالات الطارئة. وقال الوزير الوردي في بيان له " أن حذف الأمصال من بروتوكول العلاج لعدم فاعليته وفق ما أثبتته معظم الدراسات والأبحاث والعلمية"، في وقت يساهم العلاج بالمصل في حالات لدغات الأفاعي في تحسن حالة المريض، ويقي من المضاعفات ويقلص من مدة الاستشفاء. المغرب تخلى عن إنتاج الأمصال
ارتفاع الإصابات الناجمة عن لذغات الأفاعي ولسعات العقارب، دفع الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة تدق ناقوس الخطر حول ارتفاع حالات الوفيات الناجمة عن سموم الأفاعي والعقارب، مطالبة بإعادة إنتاج الأمصال المضادة لسموم العقارب بمعهد باستور المغرب، في الوقت الذي رفض فيه المعهد الإدلاء بأي معلومات بخصوص إنتاجها. في هذا السياق، وصف علي لطفي رئيس الشبكة في حديث ل"لكم " تعامل الوزارة مع الوضع، بنهجها لسياسة الهروب إلى الأمام من خلال تصريحاتها الأخيرة، التي ادعت من خلالها أن المختبرات في الخارج لم تتمكن من إيصال كمية الأمصال إلى المغرب، وهو ما اعتبره "مغالطة للرأي العام"، وأوضح أن المغرب تخلى عن علاج لسعات العقارب عبر الأمصال واكتفي بحمل المريض إلى المستشفيات التي تتوفر على وحدات الإنعاش الطبي ونحن نعرف أن معظمها لا تتوفر على المعدات الضرورية، والمدة الزمنية التي تتطلب لنقل المريض إلى المراكز الاستشفائية، والتي تؤدي معظمها في نهاية المطاف إلى وفاته". فتح المجال أمام المضاربين وعزا رئيس الشبكة سبب إغلاق وحدات الإنتاج بمعهد باستور المغرب إلى ضغوطات لوبي صناعة الأدوية واللقاح والأمصال إلى فتح المجال لاستيرادها وبيعها بأسعار مرتفعة، وأضاف "مع كامل الأسف وزارة الصحة قررت القطع مع عملية الإنتاج لفتح المجال أمام المضاربين من شركات الأدوية واللقاحات الذين يسعين إلى جلب هذه المواد من الخارج، وبيعها في السوق الوطنية بأسعار مرتفعة جدا وأحيانا يتم التخلي عنها إذا رأت الشركات أن إنتاج هذا النوع من اللقاحات لن تدخل عليهم مردود ربحي". 30 ألف لسعة سنويا أمام غياب أرقام دقيقة حول عدد حالات لسعات العقارب ولدغات الأفاعي المسجّلة في المغرب سنويا، قالت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة إنها "زادت بشكل كبير" في الآونة الأخيرة، مع التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة في عدد من المناطق، في حين حصرَ المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية عدد الحالات خلال سنة 2014 في 23.228 حالة، تم التصريح بها. وتحتل لسعات العقرب المرتبة الأولى من مجموع التسممات حسب معطيات المركز الوطني لمحاربة التسمم (تمثل ما يفوق 50%) حيث يسجل المركز سنويا 000 30 لسعة وما يقارب 80 وفاة، 95% من هاته الوفيات هم أطفال دون سن الخامسة عشر. أزيد من 67 في المائة من الاصابات تمس الأيدي والارجل من جهة ثانية، لفتت الوزارة في بيان لها إلى أن الدراسات بينت أن العقارب تلسع بنسبة 71.16 في المائة داخل المنازل، "لذلك ينبغي إزالة الأعشاب الموجودة قرب المنازل وصيانة الساحات المحيطة بها، مع إغلاق الثقوب التي قد توجد على مستوى الجدران والسقوف"، بالإضافة إلى "تبليط الجدران الموجودة داخل المنازل وخارجها، لتصبح ملساء على ارتفاع متر على الأقل، قصد منع العقرب أو الأفعى من تسلقها والولوج إلى المنازل”. وبالنظر إلى أن 67.8 في المائة من الإصابات تمس بالأيدي والأرجل، شددت الوزارة على ضرورة ارتداء أحذية مغلقة وأخذ الاحتياطات قبل لمس الأحجار والخشب، وتحريك الأفرشة والأغطية والألبسة، وكذا الأحذية قبل استعمالها، الشيء الذي من شأنه أن "يخفض عدد اللسعات واللدغات".