في بلاغ شديد اللهجة، اتهمت الحكومة، أمس الخميس، جماعة العدل والإحسان المحظورة، بالوقوف وراء الاحتجاجات التي يخوضها طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، منذ فبراير الماضي، والتي وصلت حد مقاطعتهم للامتحانات التي أقرتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في العاشر من يونيو الجاري. وقالت الحكومة في بلاغ تلاه مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان المجتمع المدني، الناطق الرسمي باسمها، خلال الندوة الصحفية، التي أعقبت انعقاد الاجتماع الأسبوعي لمجلسها، إن “جهات أخرى، وخصوصا جماعة العدل والإحسان، استغلت الوضعية لتحقيق أهداف لا تخدم مصلحة الطلبة”، مضيفة أنها “لن تتوانى في اتخاذ الاجراءات القانونية ضد كل من سعى الى عرقلة هذه الامتحانات”. وجددت الحكومة تأكيدها على “التطبيق الكامل للمقتضيات القانونية والمسطرية الجاري بها العمل في مثل هذه الوضعية، بما في ذلك إعادة السنة الجامعية أو الفصل بالنسبة للطلبة الذين استوفوا سنوات التكرار المسموح بها”، حيث أوضح الخلفي في هذا السياق، أنه “لن تكون هناك سنة بيضاء”. وأفاد المصدر ذاته إبأن الحكومة اتخذت “الإجراءات اللازمة من أجل تنظيم امتحانات الدورة الربيعية ابتداء من 10 يونيو، وذلك وفق الجدولة الزمنية التي تمت المصادقة عليها من طرف الهياكل الجامعية لكليات الطب”، مشيرا إلى أنها حرصت على اتخاذ “التدابير الكفيلة بضمان حق جميع الطلبة في اجتياز الامتحانات في أحسن الظروف”. وبعدما شددت على “التزامها باحترام مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلبة والأطباء المغاربة دون تمييز”، أكدت الحكومة على أن فترة الامتحانات “ستظل مفتوحة في وجه الطلبة لاجتياز ما تبقى منها إلى غاية 25 يونيو الجاري، وفق البرمجة المعلنة”. وأبرزت الحكومة أنها “تتابع بحرص واهتمام شديدين هذا الملف وتتبنى كافة الإجراءات والمبادرات التي اتخذتها كل من وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة لإيجاد حل للوضعية التي تعرفها كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان على المستوى الوطني، وذلك من خلال تجاوبهما مع المطلب المشروعة والمعقولة التي وردت في الملف المطلبي”. وأعلنت الحكومة في بلاغها الرسمي، عن مواكبتها لمختلف “مبادرات الوساطة التي تم اقتراحها”، مثمنة “جميع المساعي الحميدة الرامية إلى إيجاد الحلول الكفيلة بتجاوز هذه الوضعية”. ويخوض طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، منذ شهر فبراير الماضي، احتجاجات “غير مسبوقة”، ابتدأت بوقفات متفرقة ومسيرات وطنية، أعقبها مقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية في مختلف كليات الطب بالمملكة، قبل أن يصعدوا من أشكالهم الاحتجاجية، بمقاطعة الامتحانات الربيعية، والتي انطلقت يوم الاثنين 10 يونيو الجاري.