مع اقتراب شهر رمضان الكريم، وقع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة على قرار جديد يقضي بالعودة إلى الساعة القانونية للمملكة، المحددة بموجب المرسوم الملكي المؤرخ بتاريخ 2 يونيو 1967 بشأن الساعة القانونية”، وذلك خلال شهر رمضان المقبل. وكان العثماني قد وعد خلال إحدى جلسات الأسئلة الشهرية في مجلس النواب، بالرجوع إلى توقيت “غرينتش” خلال الشهر الفضيل، حيث قال حينها إن “ما كنا نشتغل عليه منذ سنوات سيبقى محترما، والمغاربة ألفوا في رمضان شيئا والحكومة ما “غاتجيش تقلب” عادات المغاربة مرة واحدة”. وينص القرار الجديد، الذي تتوفر “رسالة 24” على نسخة منه، على أن “يتم عند حلول الساعة الثالثة صباحا من يوم الأحد 5 ماي 2019، تأخير الساعة بستين دقيقة للرجوع إلى الساعة القانونية، المحددة بموجب المرسوم الملكي رقم455.67 الصادر في 2 يونيو 1967 بشأن الساعة القانونية”. كما ينص القرار ذاته، والذي ينتظر نشره في الجريدة الرسمية، على أن “تضاف عند حلول الساعة الثانية صباحا من يوم الأحد 9 يونيو 2019، ستون دقيقة إلى الساعة القانونية المحددة في تراب المملكة”. وكان القرار الحكومي باعتماد التوقيت الصيفي “غرينيتش + 60 دقيقة” طيلة السنة، قد أثار موجة من الاحتجاجات، خاصة في صفوف التلاميذ، وهو ما دفع بوزارتي التربية الوطنية والوظيفة العمومية إلى اعتماد توقيت جديد يتناسب مع الساعة الإضافية، فيما تقدمت فرق برلمانية بمقترح قانون من أجل إلغائها. وأصدرت المحكمة الدستورية قرارا ينهي هذا الجدل، حيث أكدت على أن “مقتضيات المرسوم الملكي رقم 67455. الصادر في 23 صفر 1387(2 يونيو1967) بشأن الساعة القانونية، كما تم تعديلها، تندرج في مجال اختصاص السلطة التنظيمية”، أي أنه لا يستوجب الرجوع إلى السلطة التشريعية. يشار إلى أن الدراسة التي اعتمدتها الحكومة لاتخاذ هذا القرار، كشفت أن “إطالة ساعات ضوء الشمس خلال اليوم مفيدة للاقتصاد الوطني عن طريق تحفيز الاستهلاك الداخلي، خاصة بعد ساعات العمل التي تتزامن مع ساعات مشمسة”، مشيرة إلى أن 21 في المائة من المقاولات المستجوبة، صرحت بارتفاع مبيعاتها بعد المرور إلى التوقيت الصيفي. وفي مقابل ذلك، أقرت الدراسة بأن التوقيت الصيفي “يؤثر بشكل سلبي على قطاعات أخرى مثل القطاع الفلاحي، حيث يعيش المزارعون على إيقاع الشمس ويعتقدون أن هذا الإجراء لا يلاءم النباتات وبدرجة أقل الحيوانات”. وفي الوقت الذي أكدت فيه أن المرور إلى “التوقيت الصيفي يزيد من الشعور بالأمان خلال الفترة المسائية”، اعترفت الدراسة بأن “التغيير المتكرر للساعة يسبب زيادة عدد حوادث السير في المغرب كما هو الحال في البلدان الأخرى التي تطبق هذا الإجراء”. وحسب المعطيات الرقمية الواردة في الدراسة، والتي تقع في 33 صفحة، فإنه “يتولد لدى 56 في المائة من المغاربة شعور بعدم الأمان في الصباح بعد المرور إلى التوقيت الصيفي، خاصة خلال شهري مارس وأكتوبر”.