استعرض عثمان الفردوس، كاتب الدولة المكلف بالاستثمارات، أمس الاربعاء بباريس، سياسة الاندماج الاقليمي، التي ينهجها المغرب، وذلك خلال ورشة حول الموضوع، نظمت في إطار المنتدى الدولي ال18 حول افريقيا الذي يقام تحت شعار ” افريقيا .. جوانب تتحرك”. وقال الفردوس أن هذا الاندماج الاقليمي، يرتكز في جزء كبير منه على الاستثمار ،والتنمية المشتركة، مذكرا بمختلف الشراكات رابح/رابح، التي تربط المغرب بعدد من البلدان الافريقية. وأضاف ان المغرب يتعاون مع شركائه الافارقة في عدد من المجالات الواعدة، ومنها الفلاحة، والطاقة، والبنيات التحتية والتربية والتكوين، وذلك بهدف المساهمة في تحسين تنافسية الأسواق الافريقية للتنمية المندمجة للقارة. وتطرق المسؤول المغربي بتفصيل لاستراتيجية التنمية التي يتم تنفيذها على الصعيد الوطني، والى الورش الكبير للاصلاحات الهيكلية خاصة بالاقاليم الجنوبية، من اجل تحويلها الى اقطاب للتنمية، مشيرا الى ان هذا المجهود يهم غلافا ماليا بقيمة سبعة مليارات دولار. كما استعرض الفردوس سياسة الهجرة التي تنهجها المملكة، والتي تقوم على الاندماج السوسيو – اقتصادي لالاف المهاجرين من جنوب الصحراء، الذين اختاروا العيش في المغرب، الذي اضحى بلدا للاستقرار بعدما كان بلدا للعبور. وتدخلت خلال اللقاء عدة شخصيات ضمن هذه الورشة ، التي اكدت على ضرورة القيام بتفكير جماعي بافريقيا ، والتنسيق بشأن مواضيع ،منها الانتاجية، والحركية، والتشغيل والتربية، والتكوين والبحث . كما تناول المتدخلون خلال الورشة، المنطقة القارية للتبادل الحر بافريقيا، التي تم التوقيع على اول اتفاق بشأنها في 21 مارس بكيغالي. وبحسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية فأن هذه المنطقة الحرة التي تندرج ضمن رؤية طويلة الامد للاتحاد الافريقي لتطوير اجندة 2063 ، تهدف بعد المصادقة عليها ، الى خلق سوق تضم 1،2 مليار شخص، وازيد من تريلياري دولار في الناتج الداخلي الخام المتراكم. وشارك في هذه الدورة بالاضافة الى رئيس غانا ، نانا أكوفو أدو ، ممثلون عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وصناع قرار افارقة، وشخصيات من القطاع الخاص، وجامعيون،ومنظمات دولية، واخرى من المجتمع المدني. وانكب المشاركون خلال المنتدى على دراسة التحولات الكبرى، التي تشهدها افريقيا، خاصة في مجال السياسات العامة الكفيلة برفع التحديات التي تواجهها القارة.كما بحثوا قضايا ذات صلة بالنمو والتشغيل، وتنمية القارة السمراء. وجرت اشغال الدورة على شكل موائد مستديرة، تناولت مواضيع من ضمنها “دينامية التنمية بافريقيا” و”الاندماج الاقليمي” و”افريقيا والهجرة : تفكيك الافكار المسبقة”. وتميزت الدورة بتقديم التقرير الجديد ” ديناميات التنمية بافريقيا” الذي نشر بشكل مشترك من طرف لجنة الاتحاد الافريقي، ومركز التنمية التابع لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. ويحدد التقرير ، من بين أمور أخرى، السياسات المجددة، ويقترح توصيات سياسية، تتلاءم وخصوصيات الاقتصاد الافريقي، بشأن النمو الشامل، والتشغيل والفوارق. ويقترح التقرير عشر مبادرات من اجل النهوض بتنمية اقتصادية،واجتماعية مستدامة بافريقيا، وتعزيز مؤسسات القارة. يشار الى ان المنتدى الاقتصادي حول افريقيا، الذي ينظم سنويا بتعاون بين مركز التنمية التابع لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والاتحاد الافريقي، بشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية، يعتبر اهم حدث اقتصادي سنوي مخصص للقارة الافريقية.