أكد المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عبد العزيز بن عثمان التويجري، أمس الاثنين بفاس، أن الحوار الجاد والمثمر بين الحضارات يتطلب إرادة سياسية واعية. وقال التويجري في افتتاح أشغال الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول حوار الثقافات والديانات، إن الحوار بين الأديان والثقافات "ليس مسألة ثقافية وأخلاقية ولكنه مسألة سياسية بالدرجة الأولى، بالمفهوم الرشيد للسياسة التي تبني الوئام وتصنع السلام وتتجاوز الخلافات، وتمهد السبيل أمام إقامة الدعائم للتعايش الإنساني الخلاق. ولذلك كان الحوار الجاد والمثمر والهادف، يتطلب إرادة سياسية واعية، فلا يكون مبادرة لا ضوابط لها تتم خارج القرار السياسي المسؤول، حتى يكتسب الحوار قيمته المثلى". وشدد في هذا السياق على ضرورة تعزيز قيم الحوار بين الثقافات وأتباع الأديان، بشكل مستمر، من خلال عقد المؤتمرات الدولية، وتنظيم الندوات الإقليمية، وإقامة الحلقات الدراسية التي تتناول قضايا الحوار الثقافي والديني، بمفهومه العام ومدلوله الشامل، معتبرا أن الحوار بين الثقافات وأتباع الأديان "ليس عملية تفاعلية ثقافية فحسب، ولكنه منهج قويم للحياة الآمنة المستقرة، وأسلوب راق للعيش المشترك، يؤديان إلى توفير مناخ عام تتقارب فيه الاتجاهات الثقافية والسمات الحضارية". وعبر المدير العام للإيسيسكو عن الأسف لكون العالم يمر اليوم بأزمات عدة، غالبيتها نشأت من التطرف الديني، ومن التمييز العرقي، ومن دعوات الكراهية والعنصرية وانتهاك القوانين الدولية، مسجلا أن مواجهة هذه التحديات رهين بتضافر الجهود الدولية، "من أجل تعزيز قيم الحوار الثقافي والحضاري والديني وتعميق مفاهيمه وترسيخ قواعده، حتى تكون أساسا للسلام العالمي، ولبناء علاقات إنسانية سلمية بين الأمم والشعوب، في ظل التعدّدية الثقافية والحضارية والدينية التي يسود فيها الاحترام المتبادل والوئام". ويأتي تنظيم الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول حوار الثقافات والديانات الذي تنظمه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمنظمة الدولية للفرانكفونية من 10 إلى 12 شتنبر الجاري حول موضوع "سؤال الغيرية"، في أفق القمة 17 للفرانكفونية المقررة يومي 11 و 12 أكتوبر المقبل بإيرفان (أرمينيا). ويهدف المؤتمر المنظم بتعاون مع الجامعة الأورو-متوسطية بفاس وبدعم من منظمة الإيسيسكو و(جمعية فاس سايس)، وكذا بشراكة مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وشركاء حكوميين وغير حكوميين، إلى تقديم حلول واقعية للتحديات الراهنة، وتحديات نموذج مجتمع يقوم على احترام الهويات الثقافية، وتغذية برامج وأنشطة فاعلي منظمة الإيسيسكو والمنظمة الدولية للفرانكوفونية.