أشاد مدير إدارة المنظمة الدولية للفرنكفونية أداما أوان ، اليوم الاثنين بفاس، ب"التشبث الوثيق" لجلالة الملك محمد السادس و"دعمه المتواصل" لمسألة حوار الثقافات والأديان. وكان السيد أوان يتحدث في افتتاح الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول حوار الثقافات والديانات، الذي تنظمه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمنظمة الدولية للفرانكفونية من 10 إلى 12 شتنبر الجاري حول موضوع "سؤال الغيرية".
وأبرز المكانة التي تحظى بها المملكة "المشهود لها منذ قرون كفضاء غني بتنوعه الحضاري، والتبادل بين الثقافات والمجتمعات، وتداول الأفكار، وغني بتقاليده الإنسانية والتسامح والانفتاح والسلام".
وتوقف المتحدث عند أهمية هذا المؤتمر المنعقد بفاس التي وصفها ب"مهد الأفكار والبيئة المتفردة التي تمنح كافة الشروط للدفع بحوار الثقافات والأديان"، مشيرا إلى أن الدورة الثانية من هذا الموعد سيمكن من مواصلة الحوار الذي شرع فيه سنة 2013 خلال الدورة الأولى، وذلك "في سياق عالمي يجعل من هذا الحوار ضرورة أكثر من أي وقت مضى".
وقال إنه "منذ خمس سنوات، لم يسلم العالم من تصاعد التطرف العنيف المهدد لمؤسسات مجتمعاتنا، ومعه تصاعد صراع الهوية"، معربا عن الأسف للامتداد المتزايد للحمائية تحت يافطات سياسية وثقافية واقتصادية مما كان له تأثيره السلبي على الحوار وتبادل العلاقات الدولية.
وشدد السيد أوان على أهمية الاحترام والنهوض بالتنوع الثقافي والديني وبناء مجتمعات وأمم سليمة، كسبيل لمواجهة الرهانات المطروحة في الوقت الحاضر.
وتطرق ، بالمناسبة ، للجهود التي تبذلها المنظمة الدولية للفرنكفونية لاحتواء أزمة حوار الحضارات والأديان، في أفق خلق مجتمعات تنأى عن الصراعات العرقية والإثنية.
ومن جهته، سجل رئيس الجامعة الأورو-متوسطية بفاس مصطفى بوسمينة أنه "في عالم معولم يسيطر فيه الفكر المادي، وعولمة تحاول تنميط ومحو الهويات، سطر المغرب طريقه ورسم مستقبله نحو الحداثة من دون التخلي عن جذوره ومسخ ثقافته وتحوير تاريخه ومحدداته".
وأكد السيد بوسمينة أن "المغرب وجد نفسه مع مرور الزمن أرضا للتنوع والتعددية حيث تغذى من مختلف المؤثرات سواء منها الإثنية أو اللغوية أو الثقافية"، مضيفا أن هذا التنوع ترسخ بقوة في بناء البلد".
وتابع أن المملكة تتمثل اليوم كواحة للاستقرار تدعو للسلم والوسطية اللذين يرمزان للدين السمح، رافضة لكل أشكال التطرف والغلو والإرهاب بكل أشكاله، وذلك ليس من خلال مقاربة أمنية فحسب التي تبقى ضرورية ولكن ، أيضا ، بتكوين أئمة وبالتربية داخل المدرسة.
ويأتي تنظيم الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول حوار الثقافات والديانات المنظم بتعاون مع الجامعة الأورو-متوسطية بفاس وبدعم من منظمة الإيسيسكو و(جمعية فاس سايس)، وكذا بشراكة مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وشركاء حكوميين وغير حكوميين، في أفق القمة 17 للفرانكفونية المقررة يومي 11 و 12 أكتوبر المقبل بإيرفان (أرمينيا).
ويهدف المؤتمر إلى تقديم حلول واقعية للتحديات الراهنة، وتحديات نموذج مجتمع يقوم على احترام الهويات الثقافية، وتغذية برامج وأنشطة فاعلي منظمة الإيسيسكو والمنظمة الدولية للفرانكوفونية.