في ظل توالي الانهيارات التي تشهدها المدينة القديمة بالبيضاء، شهد درب العرجة انهيارا جزئيا لأحد المنازل، أصيبت على إثره طفلة بجروح خفيفة، دون أن يسجل ضحايا في الأرواح، ما يستدعي حسب المجتمع المدني بالحي تحرك الجهات المعنية لمعالجة ملف الدور الآيلة للسقوط. وأكد موسى سيراج الدين، رئيس جمعية أولاد المدينة القديمة، أن السكان يعيشون في رعب دائم تحسبا لأي انهيار جزئي من شأنه أن يشكل خطرا على حياتهم، لدرجة أنهم أصبحوا يفاجأون وهم يتناولون إحدى الوجبات بسقوط بعض الأحجار ليقوموا بإخلاء المنزل بسرعة إلى أن حين عودة هدوء الانهيارات ليعودوا إليه من جديد في ظل عدم توفرملجأ يؤويهم ومنهم من أصبح يقطن بمنزل دون أي سقف، وفق ما أكده المتحدث. وأوضح سراج الدين في اتصال هاتفي مع "رسالة الأمة"أن السكان أصبحوا شبه معتادين على هذه الأوضاع في ظل عدم تدخل الوزارة الوصية بشكل جدي وفعال للقضاء على البنايات الآيلة للسقوط لما تحمله من تهديد على قاطنيها، مبرزا أن خطر التصدعات يزداد خلال موسمي الصيف بفعل ارتفاع درجات الحرارة وكد فصل الشتاء نتيجة تأثر الجدران بالأمطار وما تحدثه من تفتت على مستوى البنايات المتصدعة . كما كشف رئيس جمعية أولاد المدينة القديمة، أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى تواجد حوالي 25 ألف منزل آيل للسقوط بالمدينة القديمة و30 ألف بعمالة أنفا مما يتطلب وضع خطط واستراتيجيات ناجعة يتم بموجبها الحيلولة دون سقوط ضحايا في الأرواح، وذلك لن يتم، يضيف المتحدث ، إلا بتضافر جهود الجهات المعنية والتنسيق فيما بينها من أجل بلورة سبل ناجعة للقضاء على الانهيارات المتتالية التي تشهدها أحياء المدينة القديمة بشكل متوال. يشار إلى أن المدينة القديمة شهدت قبل أسابيع ، انهيارات أخرى بحي كلميمة، تسببت في تشريد يتسبب في تشريد مجموعة من العائلات التي لم تجد مأوى تلجأ إليه، حيث لجأ بعضهم إلى الجيران والبعض الآخر انتقل عند الأهل بشكل مؤقت، فيما اضطر معظمهم إلى المبيت في الشارع.