تسبب انهيار جديد شهدته المدينة القديمة، أول أمس الأحد، بشارع كلميمة الزنقة 12 المنزل رقم 88، في تشريد مجموعة من العائلات التي لم تجد مأوى تلجأ إليه، حيث لجأ بعضهما إلى الجيران والبعض الآخر انتقل الاستقرار عند الأهل بشكل مؤقت، فيما اضطر معظمهما إلى المبيت في الشارع، دون أن يخلف هذا الانهيار ضحايا في الأرواح. وأكد موسى سيراج الدين رئيس جمعية أولاد المدينة القديمة، أن السكان يعيشون في رعب دائم وهم في حذر مستمر من أي سقوط محتمل وبمجرد أن تظهر لهم علامات واضحة للانهيار المنازل يقومون بإخلائها لينجوا بأرواحهم، ولولا يقظتهم وتفطنهم للتصدعات القوية لكانت كارثة، يضيف المتحدث، الذي أكد في اتصال هاتفي مع "رسالة الأمة" أن كل المنازل بالحي المذكور مهددة بالانهيار وتتطلب تدخلا سريعا من الجهات المعنية تفاديا لتكرار سيناريو فاجعة بوركون . وإلى ذلك، أكد سراج الدين، على تظافر جهود الجهات المعنية والتنسيق فيما بينها من أجل بلورة سبل ناجعة يتم بموجبها القضاء على الانهيارات المتتالية التي تشهدها أحياء المدينة القديمة بشكل متتال، مع تعويض السكان أو على الأقل تقديم تسهيلات تتناسب ومستوى تطلعاتهم، سيما وأنهم من الطبقات التي تعاني فقرا عميقا وظروفها غير مؤهلة لتوفير سكن لائق في ظل الظرفية الاقتصادية الراهنة، داعيا في الوقت ذاته إلى الوقوف على حقيقة وواقع السكان بأحياء المدينة القديمة بالعاصمة الاقتصادية التي أصبحت تضاهي كبريات المدن العالمية لما تملكه من مؤهلات، الأمر الذي اعتبره، سيراج الدين تناقضا صارخا يستدعي إعادته إلى دائرة النقاش لتدارسه بشكل متكامل . هذا ، وكان الحي المذكور قد عرف انهيارات متتالية خلال الأسبوع المنصرم، دون أن يخلف ضحايا في الأرواح، رغم أن السكان رفضوا إفراغ المنازل، بدعوى عدم توفرهم على مأوى ينتقلون إليه،حسب ما أكده فاعلون جمعويون ل" رسالة الأمة"، حيث حذروا من وقوع انهيارت أخرى بالدورالمجاورة التي توجد بها تصدعات وتشققات واضحة، بحكم قدمها دون أن يطالها إصلاح أو ترميم.