روشدي التهامي ليس بمثلث بيرمودا المعروف عالميا، و لكنه المثلث الذي يعبره معظم السياح الوافدين على مدينة فاس العتيقة، حيث الأزقة الضيقة و البنايات المهددة بالانهيار بدرب الطويل الواقع بالنفوذ الترابي لحي الرصيف بمقاطعة فاس المدينة…فبعد ظهر أول أمس الأربعاء، انهار الجزء الأكبر من المنزل رقم 1/18 بدرب بنسالم الذي تقطن به خمسة أسر عدد أفرادها 16 فردا... و شاءت الأقدار ألا يسفر الانهيار عن وقوع ضحايا في الأرواح، و نجا كل من كان داخل الغرف بمن في ذلك ثلاثة أفراد من أسرة واحدة بقوا معلقين يستنجدون قبل أن يشمر أبناء الحي و بعدهم عناصر الوقاية المدنية باستعمال السلاليم لإنقاذ ثلاثة أشخاص كانوا مهددين…مؤشرات الانهيارات المحتملة تبدو واضحة للعين المجردة حيث التشققات و التصدعات رغم التدعيم الذي خضعت له معظم المنازل بالمنطقة منذ 2004، لكن ذلك لا يمكن أن يحول دون احتمال وقوع الانهيارات بالنظر إلى قدم البنايات من جهة و طبيعة المواد المستعملة في بنائها من جهة أخرى، إذ تتأثر هذه المواد بالأمطار المتساقطة و خاصة بعد توقفها و تأثرها بحرارة الشمس، حيث تتمدد الأخشاب و يترتب عن هذا التمدد تصدع الجدران. المنزل المنهار بالحي ليس هو المنزل الوحيد المهدد بالانهيار، بل هناك منازل أخرى ذات خاصية تراثية كالمنزلين السابقين للراحلين الفقيه لبريهي و عبد الكريم الرايس، و كانت هذه المنازل بمثابة مزارات للسياح.