لقي الشاب (خالد.ج) الذي أضرم النار في جسده، احتجاجا على قرار السلطات هدم بيت عائلته بدوار المزابيين أولاد موسى، التابع لمقاطعة عين الشق بالبيضاء، حتفه، أمس (الجمعة)، متأثرا بالحروق البليغة التي أصيب بها في أنحاء من جسده، يوما واحدا بعد إحراق نفسه. وأوضح مصدر مطلع أن جثمان الشاب ووري الثرى، أمس (الجمعة) بإحدى مقابر المقاطعة القريبة من محل سكن أسرته بعد تسلمه من المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد. وأكد المصدر ذاته أن حالة من الغضب الشديد سادت أفراد عائلة الضحية التي اتهمت الجهة التي اتخذت القرار والسلطة التي قامت بتنفيذه بدفع ابنها إلى إحراق نفسه بتلك الطريقة البشعة، مضيفا أنها رفضت تسلم الخيام من أجل إقامة مراسيم الدفن، مفضلة الاعتصام تحت الشمس بالمكان الذي حصل فيه الحادث. وخرج العشرات في مسيرة، صباح أمس (الجمعة)، من أمام بيت الهالك في اتجاه مقر العمالة، حاملين الأعلام الوطنية ومرددين شعارات غاضبة تندد بوفاة الشاب. واحتجت العائلة وسكان الدوار، صباح أمس (الجمعة)، على عملية هدم البناء بحجة أنه قديم، متسائلين في الوقت ذاته عن سبب غياب السلطات المحلية حينما كانت الأبنية تشيد، مؤكدين أن عملية الإفراغ كان يجب أن تتم دون استفزاز، ما أدى بالشاب إلى إحراق نفسه احتجاجا على عملية الهدم. ونظم السكان مسيرة احتجاجية في اتجاه الملحقة الإدارية لسيدي معروف للاحتجاج على وفاة الشاب. وفي تفاصيل الحادث، أكد المصدر ذاته أن عائلة الهالك فوجئت بالسلطات العمومية وقوات الأمن، صباح أول أمس (الخميس)، تحاصر منزلها المبني بطريقة غير قانونية وتطالبها بإفراغه من أجل تنفيذ قرار هدم صادر عن عاملة عين الشق، وأمام هذا الوضع وحالة الاحتقان والفوضى التي رافقت عملية إخلاء المبنى المذكور صب الشاب مادة حارقة على نفسه وأضرم النار أمام ذهول الجميع لأنهم لم يتوقعوا أن تتطور الأمور إلى ذلك الحد. ونقل الشاب على وجه السرعة على متن سيارة إسعاف كانت بمكان الحادث إلى مصلحة الحروق بالمركز الاستشفائي ابن رشد من أجل تلقي العلاجات الضرورية من الحروق البليغة التي أصيب بها وبلغت مستوى خطورتها الدرجة الثالثة، ولم تنجح العلاجات المكثفة التي خضع لها بالمصلحة المذكورة في إنقاذ حياته، لأن الحروق التي أصيب بها كانت في الرأس. إلى ذلك، نفى شفيق بنكيران، رئيس مقاطعة عين الشق، أن يكون خلف قرار الهدم الذي أدى إلى وفاة الشاب بدوار المزابيين أولاد موسى، وأكد بنكيران في اتصال هاتفي ب»الصباح» أن لا علاقة له بالقرار، لأن الهدم ليس من اختصاص رئيس المقاطعة بل تتخذه السلطة المحلية. وشدد بنكيران على أن لا علم له بالقرار لأنه يوجد منذ أربعة أيام بفرنسا، وأن قرارات الهدم المتعلقة بالبناء العشوائي ليست من اختصاص المقاطعات، ولكن مراقبتها وهدمها يدخل في صلاحيات السلطة التي تراقب هذا النوع من البناء وتتخذ قرارات الهدم بخصوصه.