دعا رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق أحمد بن بيتور إلى تغيير نظام الحكم في بلاده ولكن بصورة هادئة، على خلفية ما يحصل الآن في دول عربية عدة. ونشر اليوم نداء للجزائريين بعنوان "بيان من أجل جزائر جديدة" قال فيه "إن التجارب الأخيرة في الجزائر وتونس ومصر تثبت الضرورة العاجلة لإعداد المحاور الكفُؤة للتعامل مع السلطة التي تدير ظهرها، والشبيبة مصممة على انتزاع حريتها حتى لو بالعنف". وشدّد بن بيتور على الأهمية العاجلة لتغيير نظام الحكم في هدوء وسكينة، مؤكدا أن التغيير الذي ينشده هو "تغيير نظام الحكم وليس تغيير الأشخاص فقط، والهدف هو تحقيق ديمقراطية عصرية مع مؤسسات لا تخضع لمزاج الأفراد، وتشجيع وصول جيل جديد من الكوادر ذات الكفاءة والنزاهة لمركز القيادة السياسية وفي كل مستويات السلطة". ودعا إلى ضرورة توفير الجزائريين جو الحريات الديمقراطية من خلال المطالبة برفع حالة الطوارئ وفتح المجال السياسي للسماح بإنشاء أحزاب جديدة، وفتح وسائل الإعلام الثقيلة التي تسيطر عليها الحكومة. وكمرحلة ثانية، دعا بن بيتور إلى "وضع أجندة سياسية من أجل الإنقاذ والانتقال إلى جمهورية جديدة من خلال مجيء نظام حكم جديد وتنصيب هيئات انتقالية مكلفة بإعداد دستور جديد ديمقراطي وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية مسبقة". واقترح أن تكون حكومة الإنقاذ والانتقال متكونة من فريق كفء يمثل مختلف أطياف المجتمع، ليسهر على وضع وتنفيذ برنامج اقتصادي واجتماعي واضح المعالم. كما ناشد الجيش والأجهزة الأمنية المشاركة -إلى جانب الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والمثقفين ووسائل الإعلام- في التزام لا رجعة فيه لمرور البلاد إلى عهد ديمقراطي يسمح في كل خطوة يخطوها المجتمع المدني للمؤسسات والهيئات الجمهورية بأن تستعيد أماكنها الطبيعية المشروعة. ودعا بن بيتور إلى "إنقاذ موارد الجزائر بفرض الأحكام المؤسساتية لاستخدام إيرادات المحروقات التي يجب أن يخصص الجزء الأول منها لصندوق الأجيال القادمة، والجزء الثاني لفائدة استثمارات هامة للمدى البعيد في قطاعات حيوية مثل قطاعي الصحة والتربية، وجزء ثالث لترقية وإعادة تأهيل الوظيفة العمومية، تزامنا مع إعداد برنامج استعجالي لإعادة بناء الدولة والمدرسة والاقتصاد". وطالب مؤيدي هذا النداء من الجزائريين إلى "تكوين دوائر من المواطنين لمبادرات من أجل التغيير، ولإنشاء -ضمن المجتمع الوطني- فضاءات للتفاوض وتقديم الاقتراحات لتجنب أي انفعالات تؤجج العنف بين الجزائريين أو تؤدي إلى الفوضى أو انهيار الإدارة أو الدولة". واعتبر أنه "لا يتطلب لإنجاح هذه المبادرة سوى تجنيدنا ووحدتنا، إذ لا مستحيل أمامنا". يذكر أن بن بيتور خبير اقتصادي ومالي دولي، وكان أول رئيس حكومة (1999-2000) يعينها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد وصوله إلى الحكم العام 1999، لكنه استقال منها بعد اتهامه بوتفليقة بممارسة التسلط.