الخبراء والعلماء والمتخصصون فى التكنولوجيا بفروعها المختلفة كان ولا زال من بين الهواجس التى لها أولوية لدى العديد منهم تتمثل فى كيفية التقليل من حوادث الطرقات والخسائر المترتبة عليها من أرواح وممتلكات. باحد التقاريرالحديثة لمنظمة الصحة العالمية ذكر أن عدد من يلقى حتفه سنويا بسبب حوادث الطرقات يصل الى 1.2 مليون شخص ومن يصاب يزيد عن 50 مليون شخص،بالاضافة الى الخسائر المادية التى تقدر بميئات ملايين الدولارات، ولا ننسى الاحصائيات السنوية عن الحوادث التى تصدر عن اللجنة الشعبية العامة للامن العام. يعزى الخبراء الى ان من بين مسببات الحوادث فقدان تركيز السائق خصوصا مع الارهاق الجسدى والنفسى. هذه الاسباب وغيرها التى يعرفها او يجهلها غالبية من يقود السيارة دعت الى التفكير فى إحلال منتجات التكنولوجيا مجل الانسان للقيادة الامنة للسيارات والاقلال من الحوادث وتخفيف الازدحام بالمدن. وفعلا هناك تجارب عملية ميدانية لتسيير سيارات بدون سائق على الطرقات العامة ولمسافات تراوحت عشرات الالاف من الكيلومترات بكل من الولاياتالمتحدةالامريكية وألمانيا وإيطاليا ودول اخرى، وقد اثبتت تلك التجارب نجاحها وعدم وجود حوادث، ومن منكم يطلع على ما قامت وتقوم به الشركة المتخصصة المنبثقة عن شركة " Google " سيتعرف على الكثير من المعلومات حول هذا النوع من السيارات. وفى هذا المجال تم ويتم إستغلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى والانسان الالى وعلوم الحاسوب والهندسة الالكترونية، بحيث زودت السيارات التى تمت وتتم تجربتها بدون سائق بالاتى: 1. آلات تصوير فيديو رقمية مثبتة فوق السيارة. 2. ماسحات ليزرية. 3. مجسات إلكترونية مثبته على جسم السيارة للاستشعار عن بعد. 4. جهاز تحديد المدى يعمل بالليزر لتحديد المسافة للسيارات الاخرى من جميع الاتجاهات. 5. الربط بالاقمار الاسطناعية لإستخدام نظام ( GPS ). 6. حاسوب وبرمجيات قادرة على وضع نماذج ثلاثية الابعاد للطريق وتقييم الحالة المرورية. كل ذلك يسمح للسيارة برصد حركة السيارات الاخرى والدراجات والمارة، والتعرف على إشارات المرور وخطوط مسارات الشوارع ( متقطعة او مستمرة)، ومن بعد التعامل مع الوضع القائم بشكل آمن، بالاضافة إلى المحافظة على السرعات المحددة للطرق دون تجاوزها. ويقول الخيراء أنه بإمكان هذا النوع من السيارات التى يصل مجال رؤيتها فى كل الاتجاهات مسافة 70 مترا وهذا عكس الانسان الذى يرى أمامه فقط، وهذا الامر يجعل السيارة أمنة بشكل كبير يتفوق على الانسان. والعلماء لديهم أحلامهم فى الانتقال من الوضع الحالى المعقد والكثير المأسى التى يسببها سائقو السيارات الى سيارات بدون سائق ذكية أمنة وقادرة على إتباع قواعد ونظم المرور لتحل محل الانسان حتى تكون منتجات التكنولوجيا هى السائق. لعل حلم العلماء والتجارب العملية التى تتم على السيارة بدون سائق وهى فى بداياتها الاولى، إلا أنها تبشر بمستقبل جديد لنظام النقل مستقبلا. فهل سيتحقق الحلم ويصبح حقيقة ويعم بلدان العالم وخاصة بلادنا.