لا يخفى علينا الأهمية البالغة التي تكمن وراء ممارسة ومزاولة الأنشطة المندمجة في تكوين شخصية المتعلم ومنحها التوازن والتكامل اللازمين، نظرا لما لها من دور ايجابي في تنمية الذكاء الإنساني وما لها أيضا من أثر فعال في الارتقاء بالحس الفني والجمالي والرياضي . ووعيا بهذه الأدوار خصصت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني محورا يصب اهتمامه حول هذا الجانب ،اذ يتعلق الأمر بتدبير "مؤسسات التفتح "التي تعنى بالأنشطة الثقافية والفنية والرياضية وتهدف الى تجويد اللغات، الغرض منها توفير فضاء تربوي يستفيد من خدماته تلاميذ ينتمون لمنطقة تربوية تضم مؤسسات تعليمية متواجدة بحي سكني أو بجواره ضمن شبكات المؤسسات التعليمية بهدف تنمية كفاءات التفتح واليقظة لدى المتعلمات والمتعلمين وتشجيعهم على إبراز مواهبهم الفنية والرياضية ومهاراتهم اللغوية والتواصلية. الاّ أن هذا المشروع يتطلب عدة اجراءات وتدابير عملية لضمان نجاحه واستمراريته ،يمكن اختزالها على النحو التالي: 1- اختيار الفضاء المناسب من حيث استعمال البنايات المتوفرة وغير المستغلة لخلق هذا النوع من المؤسسات . 2- التوظيف الأمثل للموارد البشرية المتخصصة في مجال التنشيط الثقافي والفني والرياضي من أساتذة مواد التفتح الفني، وأساتذة مادة التربية البدنية ،و منشطي أندية المسرح المدرسي ، وأساتذة تدريس اللغة الأمازيغية ،وكذا أساتذة تدريس اللغات الأجنبية 3- دعم أنشطة هذه المؤسسات بتوفير منشطات ومنشطين متخصصين عبراتفاقيات شراكة مع : أ- مندوبية الثقافة أومندوبية الشباب والرياضة . ب- جمعيات ثقافية ورياضية وفنية . ج- هيئات عمومية تهتم بالتنشيط الثقافي والفني والرياضي. د- المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ه – مراكز ثقافية لتعلم اللغات الأجنبية. و- المعاهد الثقافية والفنية. ز- المعهد البلدي للموسيقى. ن- معاهد المسرح والفنون الجميلة. 4- السعي الى الرفع تدريجيا من نسبة التلاميذ المستفيدين من خدمات مؤسسات التفتح. 5- برمجة دورات تكوينية للأساتذة المنشطين لتطوير مهاراتهم وتنمية كفاءاتهم. 6- تحفيز جميع المنشطات والمنشطين وتثمين مجهوداتهم بتتويج كل موسم دراسي بحفل يتم خلاله تسليم شواهد تقديرية للمتميزين منهم من حيث العطاء والابداع . 7- ضرورة التفكير في توسيع دائرة أنشطة التفتح لتشمل أنشطة مندمجة أخرى مثل: أ- أنشطة التفتح والاختراع أو الابتكار . ب- أنشطة المعامل التربوية وورشات الطرز والخياطة . ج- أنشطة معامل التأثيث والتزيين (Décoration) . د- أنشطة تعرف النباتات وتعلم فن البستنة. 8- التفكير في طريقة تسيير هذه المؤسسات في مجال التدبير الاداري والتربوي والمادي. 9- ضرورة اعداد دفتر تحملات خاص بهذه المؤسسات ،واعداد قانون داخلي ينظم العلاقات بين عاملي ومرتادي فضاءاتها. 10- اعداد دليل خاص بالتدبير الاداري وآخر خاص بالتدبير التربوي . 11- ضبط الجدولة والايقاعات الزمنية الخاصة بمختلف الأنشطة المزاولة بهذه المؤسسات. 12- تزويد هذه المؤسسات بالوسائل والتجهيز اللازمية للاضطلاع بالمهام المنوطة بها. 13- ضرورة التفكير في استفادة مرتادي هذه المؤسسات من تأمين تكميلي (الى جانب التأمين المدرسي أو الرياضي) يضمن لهم الحماية أثناء تواجدهم بفضاءاتها. 14- تشكيل لجن مكونة من مفتشين تربويين ومختصين في مجالات اهتمام هذه المؤسسات من أجل تتبع ومواكبة أنشطتها وبرامجها الثقافية والفنية والرياضية وغيرها. ولاشك أنه اذا توفرت هذه الشروط ،يمكن آنذاك الحديث عن مؤسسات التفتح التي من شأنها أن تقوم بالأدوار التربوية المنوطة بها على أكمل وجه. مؤسسة التفتح دعم للأنشطة المندمجة عبد السلام وطاش رئيس مصلحة الشؤون التربوي وتنشيط المؤسسات التعليمية بنيابة أكادير اداوتنان