عرفت المنظومة التربوية بالمغرب منذ الاستقلال إلى اليوم إصلاحات جذرية مست كل الجوانب المتعلقة بتأهيل المدرسة المغربية كما وكيفا قصد تمكينها من أداء رسالتها التربوية و التكوينية على الوجه المطلوب وهي إصلاحات عرفت نقلة نوعية من حيث التعميق والهيكلة مع الشروع في تطبيق بنود الميثاق الوطني للتربية والتكوين خلال العشرية الأولى من القرن 21 والتي سوف تعرف نفسا جديدا من حيث السرعة في الانجاز والتنفيذ والبرمجة الدقيقة في الزمان والمكان مع الأجراة الميدانية لمقتضيات المخطط الاستعجالي للوزارة 2009-2010 . رغم بعض الانتقادات الموجهة لهذه الإصلاحات المتتابعة والناتجة أساسا عن القصور الذي يعتريها بفعل فقدان التوازن المطلوب بين كفتي الإصلاح حيث التركيز على الجانب الكمي –لغة الأرقام-وإغفال الجانب الكيفي والنوعي- مسالة الجودة-مما جعل هذه المنظومة في بعض الأحيان عاجزة عن أداء رسالتها ومواكبة ركب الحضارة والتقدم الذي يعرفه عالم اليوم. فرغم هذه المؤاخذات إلا أن المدرسة المغربية استطاعت أن تجد لها مكانة خاصة به وترسم مسارا متميزا لها وذلك بفعل انجازات كبرى والتي لا يمكن للمرء الاستهانة بها نذكر على سبيل المثال نشر التعليم وتعميمه وهيكلة أسلاكه وتنظيمها وتأهيل الرأسمال البشري وإعادة النظر في المناهج والمقررات المدرسية وإعطاء دفعة قوية لعمليتي اللامركزية واللاتركيز. إن تحقيق التوازن المنشود بين التقدم الكمي و التجديد الكيفي للمدرسة المغربية أصبح هاجسا يؤرق جميع مكونات المجتمع المغربي بغض النظر عن اختلاف مشاربها الإيديولوجية والفكرية أحزابا ومنظمات وجمعيات ومفكرين وعلماء التربية والنفس الاجتماع والاقتصاد والثقافة والسياسة...فتحقيق هذا الرهان يعتبر هما مشتركا تتقاطعه طموحات الفاعلين التربويين وحاجات المستفيدين من الخدمات التربوية. وإذا كانت عملية الإصلاح والتجديد شاقة ومعقدة فإنها ليست بالمستحيلة باعتبار أنها تقتضي الشجاعة والجرأة في اقتحام كل مكونات المنظومة التعليمية بحيث لا يمكن ربحها إلا بتضافر جهود الجميع بغية تشكيل صورة جديدة للمدرسة مبنية على أسس علمية وواقعية تمكن من إعادة النظر في كيفية عمل النظام التربوي وإتاحة الفرصة لبلورة جميع أشكال التغيير النوعي الملموس داخل فضاء المدرسة الجديدة والفاعلة وتحفيز كل المبادرات الساعية إلى صياغة واقتراح البدائل الممكنة... لا يجادل احد اليوم في كون منظومتنا التربوية تعرف نقلة نوعية بفعل تعدد أوراش الإصلاح المفتوحة وإقبال جميع الفاعلين على المساهمة الايجابية في هذا العمل الجبار بالإضافة إلى تنوع طرق ووسائل تأهيل المدرسة المغربية ومن أهم الأبواب الموظفة في اقتحام عالم التغيير والتجديد المنشود التي يمكن التأكيد عليها والتي يراهن عليها المسؤولون على نظام التربية والتكوين في إخراج المدرسة من أزمتها البنيوية التي تعيشها حاليا هناك عملية تطوير الحياة المدرسية وتفعيل أدوارها وتنشيط مهامها ووظائفها باعتبار أن الحياة المدرسية لب الإصلاح الذي تتمحور حوله كل عمليات التربية والتكوين الأخرى من هذا المنطلق ومساهمة منا في اغناء النقاش الدائر حول تأهيل المدرسة الوطنية وتوفير الشروط الضرورية لنجاحها في المهام المنوطة بها تندرج هذه المقالة التربوية التي تحاول أن تلامس بشكل بسيط موضوعا يعتبر بشهادة الجميع مجالا أساسيا لتفعيل آليات انجاز وبلورة أنشطة الحياة المدرسية بمستوياتها الثلاثة الصفية الموازية والمندمجة .يتعلق الأمر هنا بالأندية التربوية ودورها الريادي في هذا المضمار. أما مفهوم النادي في الميدان التربوي فقد جاء في دليل الحياة المدرسية الصادر عن الوزارة صيف السنة الماضية»النادي التربوي آلية لتفعيل أنشطة الحياة المدرسية، وهو مجموعة متجانسة من المتعلمين من مختلف المستويات الدراسية ، تجمعهم صفة الميل المشترك للأنشطة ، نحو انشغال النادي ، بحيث يقبلون على الانخراط التلقائي والفعلي في انجازها، تحت إشراف تربوي، مما يتيح لهم تكوين مجموعة من الخبرات والكفايات التربوية في جو يسوده الشعور بالانتماء ، وقبول الاختلاف، والتطوع والمبادرة والعمل الجماعي والتعاون والتضامن» من هذا التعريف المقتضب يمكن استخلاص أن النادي التربوي فضاء وإطار والية لتفعيل الحياة المدرسية عبر مجموعات متجانسة وتلقائية وفعلية وعملية باعتماد العمل الجماعي والمبادرة والتطوع والمشاركة الايجابية والمنافسة الشريفة بإشراف من الأستاذ المنسق لتحقيق أهداف معينة. وفي تعريف آخر «... والنادي التربوي فضاء لتبادل وتعميق الخبرات والتعلمات وربطها بالواقع المحلي والاني، يتوارى في مجاله ذاك المتعلم المتقبل للمعلومات بشكل سلبي ، ليحل محله المتعلم المشارك والمبادر « فالأندية التربوية إذن مجال وفضاء تربوي يتيح للمتعلم هامشا من الحرية قصد شروط الإبداع والابتكار في موضوع اهتماماته، كما انه فرصة زمنية ومكانية لتكييف الأنشطة المفعلة للحياة المدرسية مع مكونات الواقع المحلي والإقليمي بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية ... ، كما أن النادي إطار يكسب المتعلم مجموعة من السلوكات والمواقف الايجابية والمهارات والقدرات التي تمس جميع المجالات المشكلة للشخصية الإنسانية فالنقد البناء والاستقلالية واحترام الغير وقبول الاختلاف والشجاعة في اتخاذ القرارات، والعمل الذاتي والجماعي، كلها أنشطة تساهم أنشطة النادي التربوي بقسط وافر في ترسيخها في شخصية المتعلم . أهداف الأندية التربية. إذا كانت أنشطة النادي التربوي تستهدف تفعيل الحياة المدرسية والرقي بأفعالها وتجويد أنشطتها ، فانه من الطبيعي أن تكون أهداف أنشطة النادي التربوي ذات علاقة وطيدة ومتينة مع ادوار الحياة المدرسية ومقوماتها . وهي أهداف تروم في إطارها العام ، تحقيق تربية سليمة أساسها تعدد الأساليب والأبعاد والمقاربات والمساهمات بفضل نهج تربوي نشيط قائم على إقصاء كل أشكال التلقي السلبي والعمل المفرط في التمحور على الذات في مقابل تشجيع اعتماد التعلم الذاتي بالموازاة مع المشاركة في الاجتهاد الجماعي ، وذلك في إطار رؤية شمولية وتوافقية بين جميع الأطراف الفاعلة والمتدخلة في الحياة المدرسية. إن الوعي بأهداف النادي التربوي والاستيعاب الايجابي لمضامينها ليعتبر المدخل الرئيسي في تفعيل كل الأنشطة المبرمجة في عمل النادي ، لذلك لا بد من الوقوف عند هذه الأهداف ومحاولة إبراز معالمها الأساسية للممارسين البيداغوجيين المهتمين بالأندية التربوية. وتتجلى هذه الأهداف في : 1- تنمية أبعاد الشخصية الإنسانية : تساهم أنشطة النادي التربوي في توفير آليات تربوية ونفسية ومهارية ومعرفية التي من شانها تمكين المتعلم من بناء شخصيته وتنميتها على أسس سليمة . 2- تنمية القيم والاجتهادات والميول والمهارات : النادي التربوي فضاء لترويج مجموعة من المواقف والاتجاهات الايجابية.وغرس القيم الإنسانية والوطنية ، وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة . 3- تعويد المتعلم على ثقافة التسيير والتدبير : تمنح أنشطة النادي التربوي فرصة كبيرة وهامشا من الحرية للمتعلم لممارسة عمل التسيير والتدبير لمرفق أو مشروع أو مهمة أو عمل أو بحث يؤهله مستقبلا على الاندماج السليم في دواليب المجتمع وتحمل مسؤولية التسيير المحكم لمؤسساته. 4- نشر مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان « يعتبر النادي التربوي فضاء لممارسة الديمقراطية في ابسط صورها والتشبع بمبادئ ثقافة حقوق الإنسان ، فالأنشطة المبرمجة في النادي التربوي تشجع المتعلم على إبداء آرائه والتعبير عن أفكاره ، وممارسة كل أشكال النقد الايجابي والبناء ، مع كل ما يتطلب ذلك من احترام رأي الآخر .وقبول الاختلاف كما ان من سمات النادي التربوي الاعتماد على ثقافة التسامح والتضامن والتعاون الايجابي والمنافسة الشريفة ، 5- ممارسة كل أشكال العمل : إن طبيعة اشتغال الأندية التربوية وخصائص الأدوار والمهام التي تضطلع بها وتنوع الأنشطة التي تبرمجها وتعدد الأهداف التي تحققها ، تفرض على المتعلمين اللجوء إلى أشكال متعددة من العمل تبعا لخصوصية الهدف والنشاط والمهمة ، وهكذا نجد العمل الفردي والجماعي ، التعلم الذاتي ، لعب الأدوار ، العمل بالمجموعات ، العمل بالمهمة ، البحث الوثائقي ....... 6- انفتاح المؤسسة على المحيط : تستهدف أنشطة النادي التربوي تعزيز وتشجيع انفتاح المؤسسة التعليمية على محيطها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والحضاري والتكنولوجي والإنساني ...... 7- التأسيس الفعلي للمدرسة الجديدة : إن الأندية التربوية بأنشطتها وأدوارها وأهدافها ،تعزز وظيفة المدرسة كفضاء خصب يمكن المتعلم من تحرير طاقاته الإبداعية وصقل مواهبه في جميع المجالات ، كما تساهم الأنشطة التربوية في تنشيط المدرسة ثقافيا وعلميا ورياضيا وفنيا وإعلاميا ، دون أن ننسى الدور الكبير للأندية التربوية في جعل فضاء المدرسة جذابا ومريحا من خلال نشر ثقافة الاعتناء بفضاءات وتجهيزات المؤسسة. 8- الاستمتاع بحياة التلمذة: تتوخى أنشطة الأندية التربوية تمكين المتعلم من إعمال فكره ، وتوظيف قدراته على الفهم والتحليل والنقاش والنقد والملاحظة والتحليل والاستنتاج ، واغناء مهارات التواصل والاستمتاع والأخذ والعطاء مبادئ ومقومات عمل النادي التربوي . بالرجوع إلى التشريعات الرسمية المؤطرة لعمل الأندية التربوية ، والتي تضمنتها مجموعة من المذكرات الوزارية والأكاديمية والنيابية ، ومن خلال التوجيهات الواردة في الأدبيات التربوية المهتمة بأنشطة النوادي التربوية ،يمكن المرء من الوهلة الأولى أن يقف على مجموعة من الأسس والمبادئ والمقومات التي تشكل إطارا قانونيا وتربويا لمجال انشغال الأندية من حيث الانخراط والعمل والمشاركة ، وهي مبادئ يمكن إجمالها في : 1- يكفل التشريع المدرسي والنظام التربوي بصفة عامة لكل المتعلمين حق الانخراط التلقائي والفعلي في النادي التربوي . 2- الانضباط لنظام النادي وميثاقه شيء مطلوب وواجب على جميع المنخرطين. 3- النادي التربوي يضمن لجميع المنخرطين فرصة المشاركة الفعالة والايجابية في أنشطة النادي وبرامج عمله. 4- جميع الأنشطة المبرمجة في النوادي التربوية تمكن المتعلم المنخرط من المبادرة والعمل الذاتي والتعلم والعمل الجماعي . 5- أنشطة النادي التربوي تقوم على التعاون والتضامن والتواصل واحترام الآخر والنقد البناء وقبول الاختلاف . 6- أنشطة النادي التربوي تفرض على المنخرطين ضرورة ربط أعمالهم وانجازاتهم بالمحيط الخارجي الذي تتواجد فيه المؤسسة . المقاربات الموظفة في عمل الأندية لا شك أن نجاح عمل الأندية التربوية وتحسين جودة أنشطتها وبرامج عملها والرفع من قيمها التربوية والبيداغوجية ، يقتضي تنويع المقاربات الموظفة وتكامل المكونات وتآلفها خدمة للأهداف العامة للأندية التربوية . ومن أهم المقاربات المناسبة لعمل الأندية نجد : - المقاربة التشاركية : من خصائص هذه المقاربة الإنصات والاستماع لكافة المنخرطين داخل النادي وكذا المهتمين بأنشطته ، وضمان مشاركتهم في البرمجة والتنظيم والانجاز والمواكبة والتتبع والتقويم . - المقاربة الحقوقية : النادي التربوي صورة مصغرة للمجتمع تتكامل فيه الحقوق والواجبات ، ويتمكن فيها المتعلم من ملامسة حياة ديمقراطية حقوقية تتأسس على التربية على القيم والحقوق والمواطنة . - مقاربة الانصات : هي مقاربة تستهدف إشراك جميع المنخرطين في برامج النادي وأنشطته دون ميز أو مراعاة الاختلافات على أساس الجنس أو اللون أو الانتماء الاجتماعي أو الاقتصادي . - مقاربة النوع : تعمل هذه المقاربة على التصدي الايجابي لكل إشكال التمييز بين الجنسين ومواجهة الأحكام المسبقة الهدامة والتكيف مع التقاليد الثقافية والاجتماعية التي تحد من الانفتاح والإقبال على أنشطة النادي . - مقاربة التدبير بالنتائج : مقاربة تقوم على التحديد القبلي والمسبق للنتائج المتوخاة من برامج وأنشطة النادي ، مع ما يتطلبه الأمر من توظيف مؤشرات واضحة للانجاز والتدبير والتتبع والتقويم والمواكبة . - المقاربة التعاقدية : إن مبدأ التعاقد بين الأطراف المنخرطة والمهتمة بالنادي التربوي في إطار ومشاريع العمل ، لمن شانه ضمان الانخراط الفاعل والإقبال الايجابي على أنشطة واهتمامات النادي ، وبتطلب مبدأ التعاقد ووضوح الأهداف والسائل والتقنيات وتوزيع المسؤوليات والمهام والأدوار . - المقاربة بالكفايات : يستند عمل الأندية التربوية إلى المقاربة بالكفايات كمرجعية أساسية لتنظيم عمليات الاشتغال والتعلم داخل فضاء الأندية . - مقاربة الادماج : تمكن الأندية التربوية المتعلم المنخرط من التدرب والتمرن على إدماج حصيلة التعلمات المكتسبة لمعالجة وضعيات مركبة ودالة لتنمية كفاية انجاز المهمة المطلوبة .
مجالالت اهتمام الاندية التربوية : يمكن أن يهتم النادي التربوي بجميع المجالات التي تشكل بؤرة اهتمام المتعلمين ، وذات علاقة وطيدة بحياتهم المدرسية واليومية ، وفي هذا المضمار يمكن تحديد هذه المجالات حسب التصنيف التالي : - النادي التربوي الخاص بأنشطة التربية الصحية - النادي التربوي الخاص بأنشطة التربية البيئية . - النادي التربوي الخاص بأنشطة التربية على التنمية المستدامة - النادي التربوي الخاص بأنشطة التربية على القيم - النادي التربوي الخاص بالأنشطة الثقافية والفنية والإعلامية . - النادي التربوي الخاص بالأنشطة الرياضية المدرسية . - النادي التربوي الخاص بأنشطة التربية على حقوق الإنسان والمواطنة - النادي التربوي الخاص بالأنشطة الثقافية العلمية والتكنولوجية. - النادي التربوي الخاص بأنشطة تكنولوجيات الإعلام والتواصل . - النادي التربوي الخاص بأنشطة الدعم الاجتماعي والتربوي والنفسي . الفاعلون والشركاء في الأندية التربوية من الأمور المتفق عليها بين المهتمين بالشأن التربوي أن تفعيل عمل النادي التربوي وتنشيطه عملية تتحملها بالدرجة الأولى مكونات المؤسسة التعليمية ، باعتبارها المسؤولة المباشرة عن جميع العمليات التربوية والتكوينية داخل فضاء المؤسسة وما يرتبط بها من الأنشطة والبرامج والمشاريع ، لكن هذا لا يعني تخلي الأطراف الأخرى من شركاء وفاعلين ومؤسسات عن دورهم في هذا المجال واتخاذهم موقف الحياة السلبي اتجاه عمل الأندية التربوية ، فكما يعلم الجميع فتفعيل الأندية التربوية مسؤولية تشاركية تتقاسمها كل مكونات المجتمع بدون استثناء ، فلابد من تضافر جهود الفاعلين التربويين والاقتصاديين والاجتماعيين من اجل الدفع بعمل الأندية التربوية نحو الرقي فضاء عمل الأندية التربوية إن توفير فضاء مناسب وتربوي لعمل الأندية يعتبر شرطا أساسيا لنجاح هذه الأندية في عملها وجودة أنشطتها ، وبما أن المخطط الاستعجالي للوزارة 209/2010 أولى أهمية لهذا الجانب في إطار مشاريع تأهيل المؤسسات التعلمية خصوصا في العالم القروي ، الشيء الذي سيمكن مستقبلا من إيجاد حل ناجع لمسالة الفضاءات المحتضنة لأعمال وبرامج الأندية ، لكن ما يهمنا في هذاالجانب ، هو ضرورة توفر هذه الفضاءات على مجموعة من الشروط التربوية والتقنية اللازمة لجعلها فضاء محببا ومثيرا ، ومن هذه الشروط : شروط السلامة الصحية والأمنية والنفسية تجهيز الفضاء بالوسائل والتقنيات والمعدات اللوجستيكية . تناسب مكونات الفضاء لميولات وإمكانيات المنخرطين البساطة في إعداد وتنظيم الفضاء وضع نظام داخلي لاستغلال واستثمار الفضاء البرمجة الزمنية التي تضمن حسب استغلال النادي . الاستعانة بالدراسات العلمية والتربوية المتعلقة بالأندية. التوفر على تجهيزات تقنية وتكنولولجية رقمية. الخصائص العامة المميزة للأنشطة المنجزة في إطار النوادي التربوية . إن ما يميز الأنشطة التربوية المنجزة في فضاءات النوادي التربوية هو كونها قائمة على التعاقد والتشارك والرغبة والتلقائية والاجتهاد الفردي والجماعي والانفتاح الخارجي . وإذا كان ا لمتعلم هو المستهدف الأول من برامج ومشاريع النوادي التربوية فانه ينبغي مراعاة مجموعة من الأسس والمرتكزات أثناء التخطيط للأنشطة ومنها على الخصوص : - أن تقوم على أساس تشجيع التعلم الذاتي والمبادرة الفردية في بناء المعارف والمواقف . - أن تتيح إمكانية تنويع الطرائق وتجديد التقنيات - أن تتلاءم مع محونات فضاءات النادي - أن تسمح بتنويع وتدبير فضاءات النادي - ان تضفي صفة المتعة والتشويق على فضاءات النادي . - أن تعتبرا لحق في الخطأ أساس لانجاز مشاريع النادي . - أن تتأسس على قيم الديمقراطية وحقوق الكانسان والمواطنة . - أن تنطلق من وضعية مشكلة - أن تسمح بإجراء عمليات التتبع والتقويم الدوري . - أن تيسر عمليات التواصل بين المنخرطين من جهة ، وبينهم والعالم الخارجي من جهة ثانية. - أن تشجع على البحث والاستطلاع والاستكشاف - أن تكون لها علاقة مباشرة بالمحيط المدرسي المحلي والجهوي - أن تلبي الحاجيات المتزايدة للمتعلم وان تشبع ميولاته . مقترحات لتطوير العمل بالأندية التربوية إن التجربة الميدانية لعملي في مجال الأندية التربوية أوحى لي بمجموعة من المقترحات التي أراها شخصيا أن الأخذ بها يمكن أن يعطي شحنة أو دفعة قوية للعمل في مجال الأندية التربوية وتتجلى هذه المقترحات : - توفير الشروط الضرورية بمستوياتها المادية والمعنوية والتربوية لانجاز الأنشطة المقررة في النادي وتجويد الأفعال المرتبطة بها : - التفعيل الميداني لإجراءات التتبع والمواكبة الايجابية لأنشطة النادي . - الرفع من قيمة الدعم المادي للأندية - تسطير وتنظيم دورات التكوين المستمر في مجال العمل في الأندية التربوية - تشجيع انفتاح النوادي على المحيط - إحداث أحواض تربوية محتضنة للنوادي التربوية - إحداث مباراة أو مسابقة إقليمية أو جهوية أو وطنية لانتقاء أجود النوادي ومكافأة أصحابها . - إحداث مركز إقليمي أو جهوي أو وطني لتوثيق أعمال النوادي ونشر انتاجاتها. - إحداث شواهد تقديرية ومكافآت رمزية للمهتمين والفاعلين في النوادي - البحث عن السبل الكفيلة لضمان الانخراط الفعلي والايجابي للجمعيات والشركاء الفاعلين بين أعمال النادي *باحث في ميدان التربية وعلم الاجتماع القروي م/مأكدير أمنصور/نيابة شيشاوة