خلصنا في الحلقة السابقة (الحلقة 4 من سبل تفعيل الحياة المدرسية) الى " أن الأندية التربوية تروم جعل المتعلم في صلب الاهتمام مما يخول له ممارسة مجموعة من الأنشطة الموازية يتمكن من خلالها اكتشاف محيطه المدرسي "و" الاندماج والتواصل مع أقرانه داخل الفصل وخارجه"،مما يفسح له المجال "للانخراط الفعلي والايجابي في مختلف الأنشطة التي تنظم وتزاول داخل المؤسسة سواء كانت أنشطة صفية (فصلية) أو أنشطة موازية(مندمجة)، اذن فماهو السبيل لتحقيق هذه الغايات ؟ ان الاجابة عن هذا السؤال تستدعي منّا الرجوع الى الأمس القريب مستحضرين في ذلك كل من: المشروع (E1P12 ) من البرنامج الاستعجالي ،والمذكرات الوزارية المؤطرة لمشروع المؤسسة ونظيراتها التي تؤطر للأندية التربوية (وخصوصا المذكرة الوزارية 167 الصادرة بتاريخ 30نونبر 2009) ،وكذا دليل الأندية التربوية الذي أصدرته مديرية المناهج والحياة المدرسية ابّان شهر غشت 2009. فمن خلال العودة الى هذه المرجعيات نجد أن طموح الوزارة الوصية على قطاع التعليم كان يصبو الى النهوض بالحياة المدرسية،وأنها لم تدخر جهدا ،بحيث سخرت كل الامكانات المادية والبشرية لتحقيق هذه الغاية،الا أنه وللأسف الشديد بمجرد توقف البرنامج الاستعجالي توقفت معه هذه التجربة التي لم تكمّل مسارها. لكن هذا لا يعني أن المجتمع المدرسي لم يستفيد من هذه التجربة ،بل بالعكس كانت الاستفادة كبيرة ،حيث أصبحت الآن الرؤيا واضحة بالنسبة لمفهوم مشروع المؤسسة ،وكذا لميكانزمات تفعيل أدوار الحياة المدرسية ،ويتجلى ذلك من خلال الأندية التربوية التي أصبحت تستوعب عددا هائلا من التلاميذ المستفيدين من أنشطتها في مختلف المجالات الرياضية والفنية والثقافية والاجتماعية والعلمية. ومن هنا فلا بأس من اعطاء فكرة حول سبل تفعيل الأندية التربوية من خلال الاستفادة من المرجعيات الآنفة الذكر،ولتحقيق ذلك يقترح اتباع الخطوات التالية: 1- تعريف المتعلمين بآليات ومساطر احداث وتسيير و تدبير الأندية التربوية اعتمادا على "دليل الأندية التربوية "مع مراعاة تكييف صيغ وطرق التدبير الوظيفي لهذه الأندية لتتماشى مع خصوصية كل مؤسسة تعليمية 2-تخصيص غلاف زمني لأنشطة الأندية التربوية تضم انشطة مندمجة بمعدل( ثلاث ساعات أسبوعيا خارج الفصل بالنسبة للتعليم الابتدائي خلال أنصاف أيام الراحة،مع امكانية تنظيم هذه الأنشطة خلال العطلة الأسبوعية وغيرها من الفترات المناسبة ويعول هنا بالدرجة الأولى على السيد(ة) الأستاذ(ة) المتطوع (ة) في أوقات فراغه) ،وتخصيص غلاف زمني بمعدل(ساعتين اختياريتين متصلتين أو منفصلتين خلال كل أسبوع بالنسبة للتعليم الثانوي بسلكيه الاعدادي والتأهيلي). 2- توفير فضاء لاحتضان أنشطة الأندية التربوية وإعداد نظام داخلي يلتزم به مرتادو و منخرطو كل ناد من الأندية التربوية . 3- اعداد برنامج عمل سنوي لكل ناد بناء على تشخيص موضوعي للحاجيات الأساسية للمتعلمين حسب المجالات التالية: التربوية والثقافية والاجتماعية والعلمية والإبداعية والفنية والرياضية. 4- اعداد عدة للتتبع وتوفير أدوات ووسائل لتقويم الأنشطة التي تزاول بمختلف الأندية التربوية المتوفرة بالمؤسسة. 5- من خلال عدة التتبع والتقويم يمكن قياس مدى انخراط هذه الأندية في تنزيل وتنفيذ مختلف محطات ومراحل مشروع المؤسسة. 6- اعداد تقرير تركيبي (سنوي) تجمل فيه مختلف التقارير الدورية أو الجزئية ، تبعث نسخة منه الى مصلحة الحياة المدرسية بالنيابة معززة بصور أو أشرطة عبر أقراص مندمجة. 7- التفكير في عقد شراكات مع شبكة الأندية على المستوى الاقليمي لتقاسم واغناء التجارب المكتسبة. 8- تحفيز الأساتذة منشطو الأندية وتشجيعهم على روحهم التطوعية بشواهد تقديرية تمنح لهم من طرف ادارة المؤسسة ومن طرف مصلحة الحياة المدرسية بالنيابة أو من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين عند فوز أحد الأندية التربوية في تظاهرة جهوية. 9- ضرورة تخصيص سطر ضمن ميزانية مشروع المؤسسة ومنحة القرب التي تحوّل لجمعية دعم مدرسة النجاح لتغطية حاجيات الأندية التربوية. وختاما فمتى توفرت هذه الظروف ،يمكن آنذاك الحديث عن تفعيل ايجابي لأنشطة الأندية التربوية بالمؤسسات التعليمية . سبل تفعيل الحياة المدرسية (الحلقة 5) عبد السلام وطاش رئيس مصلحة الشؤون التربوية بنيابة أكادير اداوتنان