كل أزمات التعليم ومشاكله وتسيباته وعبثيته وارتجاليته وفساده تركزت وتجلت في مجموعة مدرسية واحدة ، إذ يكفي الوقوف على حالتها ودراستها لاستنتاج علمي وحقيقي لواقع التعليم المعتل والمريض ببلادنا، فمجموعة مدارس العزيين بجماعة أورتزاغ أصابتها كل الأمراض المزمنة، فتعطل عقلها وقلبها، واختنقنت أنفاسها، وتجمدت دماؤها، فابتليت بإسهال حاد، وسعال لا يتوقف، مما أصبح يتطلب تدخلا جراحيا مستعجلا، أو رفع ما تبقى من أنابيب الحياة إعمالا للموت الرحيم ودفن مجموعة مدرسية اسمها العزيين، كانت الى سنوات ليس بعيدة رائدة بتظافر جهود أطرها التربوية والإدارية فأصبحت نسيا منسيا، يأبى المنتقل لها عن إرادة ومعرفة مسبقة الالتحاق بأقسامها، ويتسابق العاملون فيها على تقديم الشواهد الطبية القصيرة والطويلة المدى (الحقيقية والمفتعلة)، لتنتقل المؤسسة من فائض نظري في الأطر (2+) الى نقص كارثي (4-)، مما جعل كل وحداتها تلبس الحداد على ماض مشرق عوضه الخراب، ولم تسعف جهود البقية الباقية المحترقة من الضمائر الحية في رتق ما ممزقه الدهر والعقول المريضة المعتلة في الأجساد المعافاة، حتى أن آباء وأولياء تلاميذ المستوى السادس الابتدائي بفرعية تاورضة لم يجدوا هذه الأيام الا الحلول مكان النيابة والبحث عن مجاز لسد الخصاص، على أن يجمعوا له من جيوبهم المثقوبة دراهم معدودة لعله ينقذ فلذات أكبادهم من سنة بيضاء أصبحت حتمية، فهل تتحرك الجهات المسؤولة لفتح تحقيق حقيقي وشاف في وضعية هذه المجموعة المدرسية التي أصبحت تسوء سنة بعد أخرى ومعالجتها أو ترك الساكنة تشيعها لمثواها الأخير، من باب إكرام الميت دفنه، ومن جهتي أقدم عزائي المسبق في ضمائر ماتت، ودعواتي بالصبر والثبات لتلك الباقية على قيد الحياة. المهندس علي العسري تاونات: مجموعة مدارس العزيين : مدرسة عمومية تحتضر بأورتزاغ فهل من مسعفين؟؟