كان مأزق زمني متربص خلف الأحداث ، يحملها في جوفه ، يتوارى و لا يرحل ، يظهر و يختفي ، يغيب و ينجلي ، مسمار السيد جحا الذي يشغل أهل الدار آناء الليل و أطراف النهار. صار جحا خبرا أما المسمار فهو في الدار ، و في كل دار مسمار جحا ، شبهة زمنية تجعل الصرف مسألة إجرائية فالزمن لا يقبل التقسيم كالمكان ، الزمن لا يورث لأنه لا ينتهي ، و لا تنطلي عليه الحيل الصرفية التي يبتدعها الوارثون و الهالكون للحفاظ على الملكية ، كلهم واهمون ، يعتقد السيد جحا دائما و يعبث ، حتى إذا ظهر في قصص الأطفال الملونة جاء معه ولده و الحمار و يستمر معهم لغز المسمار في الدار . كان إتباع و ابتداع ، شرخ في هوية الخبر ، تصدع في الكينونة و انفصام ، حيلة مبتكرة لغوية تلعب مع الزمن لعبته حتى يستحيل إلى رماد أزمنة يتصرف فيها الكائدون الحاقدون الشامتون … كان فعل ناقص يوهم بالفوات ، يحمل سره الخاص و لا يتركه في الطرق و المحطات أو مستودع الأموات ، أو في الحدائق العجيبة و الغريبة ، سره الخاص هو نفسه، فإذا بحثنا فيه وجدناه ينبعث من الرماد ، حاضرا متحديا أو منكسرا ، مستسلما أو مقاوما ، لكنه حضور لا يقبل الرجوع إلى كان . كان تصريف زمن في خريطة حقل ألغام يبحث له عن نجوم و نصرة و مال خارج الحدود و داخل الحدود ، تصريف زمن في صورة كلها إغراء ، تمدها التكنولوجيا بالبهاء و النقاء ، فتختال العين و تحتار المخيلة في بحث عن خبر كان. خبر كان