«لم يبق لي من حل غير الاعتصام من أجل الحصول على سرير في الحي الجامعي بسطات، لأن إمكانياتي لاتسمح لي بكراء غرفة خارج الحي ودون الحصول على سكن في الأخير سأكون مضطرة إلى العودة إلى قريتي وبالتالي تضييع سنة من عمري.. ».هكذا صرحت للجريدة أمس الإثنين طالبة قادمة من خارج سطات لم يحالفها الحظ بالحصول على سرير في الحي الجامعي التابع لجامعة سطات. حالة الطالبة ليست الوحيدة بل هي نموذج من عشرات الطالبات والطلبة الذين اضطروا لعدم الحصول على سرير في الحي الجامعي إلى الاحتجاج والاعتصام . الطالبات نصبن أفرشتهن داخل الكلية . في حين الطلبة الذكور نصبوا خياما في العراء بجانب الحي الجامعي لسطات. بعد مرور عدة أسابيع من الدخول الجامعي 2014 لايزال العشرات من الطلبة والطالبات لم يلجوا بعد مقاعد المدرجات. السبب دخولهم في اعتصام مفتوح في العديد من الكليات عبر التراب الوطني خاصة في سطات ومكناس. جل هؤلاء الطلبة يتحدرون من أسر فقيرة لم تستطع أن توفرلأبنائها مساكن خارج الأحياء الجامعية. أحد الطلبة المعتصمين بسطات صرح للجريدة بالقول:« رزمة الوثائق الإدارية التي طلب من الطلبة تقديمها أثناء دفع طلباتهم لإدارات الأحياء الجامعية من أجل الحصول على سكن والتي بلغت اثنا عشرة وثيقة لم تكن موفقة، إذا اعتبرنا أن أغلبية الطلبة ينتمون إلى وسط اجتماعي فقير » لكن يضيف الطالب أن « الخطير في المعايير الجديدة المعتمدة هذه السنة على نظام التنقيط أنها لم تستطع ضمان مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلبة الذين يشتغل آباؤهم في القطاع المهيكل وغير المهيكل». في السياق كان أعلن المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية، المسؤول عن تسيير الأحياء الجامعية في الكليات والمعاهد العليا عبر التراب الوطني، منذ أيام قليلة عن نتائج عمليات انتقاء الطلبة المستحقين للاستفادة من سكن في الأحياء الجامعية من خلال الكمبيوتر الذي انتقى المستفيدين. أما الاعتصامات التي تعرفها بعض الأحياء الجامعية من قبل طلبة لم يستفيدوا من سكن جامعي هذه السنة مسؤول في المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية، صرح للجريدة بخصوصها أمس أن المعايير التي تم اعتمادها لاستفادة الطلبة من السكن الجامعي هذه السنة حددت في أربعة معايير. الدخل السنوي للأب، ثم عدد الإخوة ونقط التفوق في المسار الدراسي الثانوي، وأخيرا البعد الجغرافي. المسؤول أضاف أن الحي الجامعي لسطات مثلا، أعلن في عملية الانتقاء الأولى عن لائحة أولية ضمت 600 طالب، أولياء أمورهم لادخل لهم. 90 في المئة منهم مسجلون في كلية الحقوق. نفس الأمر عرفه الحي الجامعي ببني ملال ومراكش وغيره من الأحياء الجامعية الأخرى. رغم ترحيب بعض الطلبة بنتائج عملية الانتقاء للاستفادة من سكن في الأحياء الجامعية هذه السنة، إلا أن عددا آخر من الطلبة عبروا عن استيائهم من المعايير التي تم اعتمادها، خاصة نموذج شهادة 4169 الذي تمنحه مديرية الضرائب، ويحدد ما إذا كان الأب أو ولي الأمر يؤدي ضرائب أم لا، حسب ما قاله طالب في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات للجريدة. الطالب أضاف موضحا أن العديد من الفلاحين بما فيهم فلاحون كبار معفيون من الضرائب، وبالتالي يحصلون على إقرارات تفيد أن لادخل لهم. من جهته مسؤول في النقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية، صرح للجريدة أن اعتماد المكتب الوطني للأعمال الاجتماعية والثقافية الطريقة الجديدة في انتقاء الطلبة المستفيدين من أسرة في الأحياء الجامعية كانت مغامرة غيرمحسوبة، انضافت إلى إيقاف مشاريع بناء أحياء جامعية جديدة سبق للمدير السابق أن أطلقها في المخطط الاستعجالي والذي كان يهدف إلى تنويع الخدمات والزيادة في عدد الأسرة..»