يخوض مجموعة من الطلبة الجامعيين (40 طالبا) غير المستفيدين من السكن في الحي الجامعي لبني ملال اعتصاما مفتوحا، منذ أسبوعين، في العراء، حيث نصبوا خيامهم ولم تمنعهم الأمطار الغزيرة التي عرفتها بني ملال مؤخرا من استمرارهم في الاعتصام. وقال المعتصمون ل«المساء» إنهم يستنكرون تمادي مدير الحي الجامعي وتغاضيه عن حقهم في السكن، ونددوا بما وصفوه بالمحسوبية والزبونية واللا ديمقراطية الممارَسة من قِبَل إدارة الحي الجامعي، خاصة أنها تؤوي طلبة لا تتوفر فيهم أدنى شروط الالتحاق (الدخل السنوي والبعد والتفوق الدراسي)، إضافة إلى وجود غرف شاغرة داخل الحي 7، حسب المدير. ونبه المعتصمون المسؤولين إلى خطورة وضعهم، خاصة بعد أن طُرِدوا من البيوت التي كانوا يكترونها في محيط الحي الجامعي، بعد عجزهم عن أداء سومتها التي تفوق مقدرة مِنحهم الهزيلة وميزانيات أسرهم الفقيرة، ما اضطرهم إلى المبيت في العراء أمام الحي الجامعي منذ 13 أبريل الأخير في ظروف مناخية صعبة. ومن جانبه، أوضح أحمد العمراني، في اتصال ل«المساء»، أن السكن في الحي الجامعي أعطيت أولويته هذه السنة للطالبات، ما جعل عددا من الذكور خارج السكن الجامعي، واقترح المدير استصلاح الغرف السبع المذكورة، لأنها غير صالحة، بسبب تسرب مياه الأمطار إليها وقرب البعض منها من المطبخ، ثم نشر إعلان لعموم الطلبة قصد المشاركة الشفافة في توزيعها، بحضور ممثلين عن المعتصمين كحل مؤقت، في انتظار الموسم الجامعي القادم، للحل النهائي للمشكل. يذكر، أيضا، أن إجمالي الطاقة الإيوائية للحي الجامعي في بني ملال هي حوالي 0002 سرير، منها حوالي 0861 في «أمغيلة»، تسكنها 069 من الطالبات. ويضاف اعتصام الطلبة في العراء إلى اعتصام سابق لأكثر من 071 طالبا في الحي الجامعي في بني ملال اعتصامهم احتجاجا على الأوضاع داخل المؤسسة، وقال أعضاء من اللجنة الإعلامية لطلبة الحي الجامعي ل«المساء» إن «الطلبة يعانون من غلاء كبير في الوجبات في المقهى المجاور للحي الجامعي، في الوقت الذي كان الطلبة ينتظرون تقديم الوجبات الغذائية التي تدخل في البرنامج الذي أعلنت عنه ولاية جهة تادلة أزيلال سابقا، في ظل انعدام مطعم في الحي الجامعي». وأضاف عضو من اللجنة الإعلامية أن «غياب الجودة وانعدام الرقابة نتج عنه ارتفاع مهول في أثمان المواد الغذائية في المحلات التجارية المجاورة للحي الجامعي يتجاوز بكثير الثمن الحقيقي للمواد الغذائية»، وتضاف معاناة الغلاء إلى انعدام المطعم الجامعي، وهو ما اعتبر الطلبة أنه يكلفهم مصاريف باهظة ترهق ميزانيات أولياء أمورهم، في وجود منحة هزيلة لم تتغير قيمتها منذ عقود، أو انعدامها لدى بعض الطلبة. وقد شكك طلبة في وجود علاقة مشبوهة بين محلين للبقالة والمواد الغذائية وبين إدارة الحي الجامعي، معللين ذلك بكثرة شكايات الطلبة من ارتفاع أثمان المواد الغذائية بشكل مهول، دون أن تقدم إدارة الحي الجامعي على أي خطوة لدى السلطات المختصة قصد خضوع المحلين للمراقبة. وأفاد أحد أعضاء اللجنة الإعلامية أن لقاء جمع ممثلين عن الطلبة بمحمد العاقدي، المكلف بالميزانية والمالية في المكتب الوطني للأحياء الجامعية، في الثلاثاء الأخير من شهر مارس المنصرم، قدم خلاله محمد العاقدي مقترحا يقضي بتحويل قاعة المكتبة في طور البناء إلى مطعم في أجل ثلاثة أسابيع، وهو المقترح الذي لقي رفضا من طرف الطلبة. وقد فسر الطلبة، في تصريحات ل«المساء»، رفضهم مقترح المكلف بالميزانية والمالية في المكتب الوطني للأحياء الجامعية بكونه مقترحا يؤكد «عدم التزام الإدارة بما أعلن عنه والي جهة تادلة -أزيلال، محمد الدردوري، في لقاء رسمي تداولته وسائل الإعلام، من تخصيص ميزانية للإطعام الجامعي وإبرام صفقة لتقديم وجبات غذائية للطلبة بجودة عالية في جهة تادلة أزيلال، موزعة على 0005 وجبة غذاء و0003 وجبة عشاء، مقابل 52 درهما للوجبة انطلاقا من بداية شهر مارس المنصرم، وهو ما لم يتحقق بعد». وفي الوقت الذي منع رجال الأمن الخاص للحي الجامعي صحافي جريدة «المساء» من ولوج مكان اعتصام الطلبة واشترطوا مقابلة إدارة الحي داخل المؤسسة فقط بتعليمات من إدارة الحي، أكد أحمد العمراني، مدير الحي الجامعي في بني ملال، في اتصال هاتفي ل«المساء» أن «حوارا أجري بين ممثلين عن الطلبة ومبعوث من المكتب الوطني للأحياء الجامعية رفض خلاله الطلبة مقترحا بتحويل مكتبة لاحتضان توزيع الوجبات الغذائية التي سبق أن أعلن عنها والي الجهة»، وأضاف العمراني أن «مقترح تحويل المكتبة إلى مطعم مؤقت جاء من رئيس الجامعة بعد رفض مؤسسات للخواص احتضان العملية واشتراط بعضها شروطا تعجيزية»، وكشف مدير الحي الجامعي في بني ملال أن «صفقة بناء مطعم جامعي قد أبرمت منذ تعيين مدير المكتب الوطني للأحياء الجامعية، لكن عدم وجود قطعة أرضية مناسبة للمطعم يؤخر عملية البناء». وأوضح مدير الحي الجامعي أن الإطعام سيكون في بداية أكتوبر القادم في حال التمكن من بناء مطعم الحي الجامعي، وأكد مدير الحي الجامعي أن الطلبة تركوا أمتعتهم في المؤسسة في مكان اعتصامهم منذ الجمعة الماضي، وهو ما أكده أعضاء من اللجنة الإعلامية، مفسرين الأمر بكونه توقفا مؤقتا للاعتصام سيتم الرجوع إليه مباشرة بعد نهاية العطلة البينية إلى حين تحقيق مطالب الطلبة. وأضافت نفس المصادر، تعليقا على إبرام الإدارة المركزية صفقة بناء مطعم جامعي دون التوفر على وعاء عقاري مناسب، أن ذلك يطرح علامات استفهام كبيرة حول إمكانية بناء مطعم وحول جدية الصفقة.