آلاف الطلبة المنحدرين من أسر فقيرة تنفسوا أخيرا الصعداء بعد استفادتهم من أَسرة داخل الأحياء الجامعية. فبعد طول انتظار أعلن المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية، المسؤول عن تسيير الأحياء الجامعية في الكليات والمعاهد العليا عبر التراب الوطني، منذ يومين فقط عن نتائج عمليات انتقاء الطلبة المستحقين للاستفادة من سكن في الأحياء الجامعية من خلال الكمبيوتر الذي انتقى المستفيدين . المفاجأة، وهي سابقة من نوعها، كانت أن مائة في المائة من الطلبة المستفيدين من السكن في الأحياء الجامعية هذه السنة، دخل آبائهم صفر درهم كمدخول سنوي. النتيجة ذاتها شملت جميع الأحياء الجامعية عبر التراب الوطني. مسؤول في المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية، صرح للجريدة أن المعايير التي تم اعتمادها لاستفادة الطلبة من السكن الجامعي هذه السنة حددت في أربعة معايير. الدخل السنوي للأب، ثم عدد الإخوة ونقط التفوق في المسار الدراسي الثانوي، وأخيرا البعد الجغرافي. المسؤول أضاف أن الحي الجامعي لسطات مثلا، أعلن في عملية الانتقاء الأولى عن لائحة أولية ضمت 600 طالب، أولياء أمورهم لادخل لهم. 90 في المئة منهم مسجلون في كلية الحقوق. نفس الأمر عرفه الحي الجامعي ببني ملال ومراكش وغيره من الأحياء الجامعية الأخرى. لكن رغم الترحيب الكبير لآلاف الطلبة بنتائج عملية الانتقاء هذه السنة، إلا أن عددا آخر من الطلبة عبروا عن استيائهم من المعايير التي تم اعتمادها هذه السنة، خاصة نموذج شهادة 4169 الذي تمنحه مديرية الضرائب، ويحدد ما إذا كان الأب أو ولي الأمر يؤدي ضرائب أم لا، حسب ما قاله طالب في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات للجريدة،. الطالب أضاف موضحا أن العديد من الفلاحين بما فيهم فلاحون كبار معفيون من الضرائب، وبالتالي يحصلون على إقرارات تفيد أن لادخل لهم. من جهته مسؤول في النقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية، صرح للجريدة أن افتتاح العديد من الأحياء الجامعية وتوسيع أخرى مع الدخول الجامعي في العديد من المدن الجامعية لهذه السنة، كان له الأثر الكبير حيث خفف من الضغط على هذه الأحياء. المسؤول النقابي أضاف موضحا أنه لولا تعثر الإصلاحات والتوسيعات في أحياء أخرى من قبيل الحي الجامعي الثاني في سطات، لكان من الممكن أن تكون النتائج أحسن بكثير . من جهتها الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، قالت في جلسة عمومية للأسئلة الشفوية في مجلس المستشارين الثلاثاء المنصرم، أن عملية انتقاء الطلبة المستفيدين من السكن الجامعي هذه السنة، مر في ظروف عادية وشفافة ودون تدخل من أي جهة كانت، وخاصة من الإدارة.