أكد وزير التعليم اخشيشن في تصريحات سابقة أن عدد التلاميذ الذين يغادرون المؤسسات التعليمية بلغ 400 ألف تلميذ وتلميذة سنة 2007 . وعرفت وثائق الوزارة الهدر المدرسي بالتسرب الذي يحصل في مسيرة الطفل الدراسية التي تتوقف في مرحلة معينة دون أن يستكمل دراسته. لكن نفس الظاهرة، تضيف الوثائق، يرد الحديث عنها في كتابات بعض التربويين بالفشل الدراسي الذي يرتبط لدى أغلبهم بالتعثر الدراسي الموازي إجرائيا للتأخر. وتكمن خطورة الهدر المدرسي حسب خبراء ومهتمين في دعمه للأمية والبطالة والتشرد والتشغيل المبكر للأطفال وتعريض النشء للمخدرات ... والهدر يشكل معضلة تربوية كبرى، لأنه يحول دون تطور أداء المنظومة التربوية، خصوصا في العالم القروي، ويحدث نزيفا كبيرا في الموارد المادية والبشرية، ويؤثر سلبا على مردوديتها الداخلية. ويستفاد من معطيات رسمية لدى وزارة التربية الوطنية أن نسبة الانقطاع عن الدراسة في مجموع المرحلة الابتدائية بالمغرب تصل إلى 3,95 % بالنسبة لمجموع التلاميذ بينما تصل إلى 1,39 % لدى الإناث. وفي ما يخص التعليم الثانوي الإعدادي، فتصل نسبة الهدر إلى 6,26 % بالنسبة للمجموع، و 5,61 % لدى الإناث. أما في ما يتعلق بالتعليم الثانوي التأهيلي، فتبلغ بالنسبة للمجموع 3,31 % و بالنسبة للإناث 3,20 % . و تمثل مرحلة الانتقال من التعليم الابتدائي إلى التعليم الثانوي الإعدادي حدة هذا النزيف، إذ قاربت 10 % ، بينما بلغت 4,45 % في الانتقال ما بين التعليم الثانوي الإعدادي وتتعدد أسباب الهدر المدرسي؛ إذ منها ما هو مرتبط بظروف التدريس والظروف المادية للأسر، بالإضافة إلى ظروف عائلية كالتفكك الأسري أو انشغال الأب أو الأم أو كلاهما عن المتابعة اليومية لأبنائهم. وقد عملت وزارة التعليم على إعداد برنامج استعجالي جعل من أولوياته محاربة الهدرس المدرسي وتخصيص ميزانيات ضخمة لهذا الغرض، فهل سيعمل المسؤولون على إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ التجديد : 26 – 04 – 2010