عشنا خلال نهاية الأسبوع الفارط و بالضبط يوم السبت 24 ابريل 2010 بالمركب الثقافي الدشيرة الجهادية حدثين مهمين لم يستأثرا بما يستحقانه من اهتمام، خاصة وأن المعنيين بهذين الحدثين من طينة الرجال الذين تفتقدهم الساحة التربوية والثقافية يوما بعد يوم، وذلك لتميزهم بخاصية من أعز خصائص العلماء والمثقفين والمفكرين والقياديين المجتمعيين، و المتمثلة في التواضع الجم لديهم، و رغم أن أحدهم لم يخطط ليكون مع الآخر، إلا أن الأقدار جمعتهم كما جمعتهم الخصلة السالفة الذكر، أما أولهما فهو الدكتور الكبير بتواضعه قبل علمه: ادريس الكريني، الذي تحمل مشاق السفر مصحوبا بعائلته الصغيرة من المدينة الحمراء إلى عروس الجنوب، ليشارك المكتب الجهوي لجمعية دفاتر مساهمتها في النقاش الدائر حول الجهوية الموسعة، التي أطلق ورشها صاحب الجلالة محمد السادس أعزه الله، ويكفي أن أقول أن لقاءنا الأول مع الدكتور المحترم كان على متن القطار المتجه من مراكش إلى الرباط، و كان أستاذنا على موعد مع نشاط من أنشطته التي لا تتوقف، و بعد نقاش قصير معه، قبل الدعوة بدون تردد، للمشاركة في تأطير الندوة التي عرفها المركب الثقافي في التاريخ أعلاه، فهل هناك تواضع أكبر من هذا التواضع ؟ لا أعتقد أن بعض أشباه المثقفين يستطيعون أن يجاروا الدكتور في هذه السجية، وأن يساهموا في هذا الورش الوطني الكبير بالمجان، بل و اقترح الدكتور دعم الجمعية بعائدات بعض مؤلفاته القيمة، لولا ضيق الوقت الذي لم يسمح بالعرض ...أما الرجل الثاني و الذي كان حقا مفاجأة لنا جميعا بمشاركته و مساهمته معنا – بدون تردد – لاغناء النقاش في موضوع الساعة، رغم أن المنظمين لم يقترحوا عليه المشاركة إلا في آخر لحظة قبل بدء النشاط، وقد اعتذر أستاذنا – تواضعا منه – بلباقة و أدب جم ، لكنه رضخ لطلبنا وساهم معنا فكانت مساهمته قيمة جدا، و تدخله في الصميم، وردوده على أسئلة الحاضرين كانت مقنعة، رغم أنه لم يعد سلفا ورقة للمساهمة في هذه الندوة النوعية ... فشكرا لهذه الندوة التي جعلتنا نكتشف رجلا مثقفا بالسليقة، ومتواضعا بالفطرة و هو الأستاذ النائب موح لطيف نائب وزارة التربية الوطنية بانزكان أيت ملول ... أما الرجل الثالث الذي تم تكريمه في حفل سبق الندوة فهو الأستاذ و الإداري بنفس النيابة الأستاذ الجليل إبراهيم مطوف، و الذي – حسب شهادة كل من عاشره – يعد من طينة نادرة من الرجال الذين يعتبر تقاعدهم خسارة كبيرة للجسم التربوي والتعليمي بالنيابة، خاصة وأن تجربته الكبيرة مسنودة بتواضع لا حدود له، يكتشفه من يلقاه أول مرة، فكيف بمن عايشه في حياته المهنية و الشخصية ... ...شكرا للرجال الثلاثة، و دمتم قدوة لكل من أراد الوصول إلى القمة، و من تواضع لله رفعه ... بقلم : الحسن دانكوا